اقتحم أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، على شكل مجموعات متتالية، وسط دعوات لتكثيف الاقتحامات خلال الساعات والأيام المقبلة بمناسبة ما يسمى بـ”عيد العُرش اليهودي”.
وأكدت مديرية أوقاف القدس، أن أكثر من 1030 مستوطناً، و30 عنصرًا من جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي شاركوا في الاقتحامات.
وسبق ذلك أن اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، باحات المسجد لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة داخل البلدة القديمة منذ ساعات الفجر الأولى تمهيدًا لتأمين اقتحامات المستوطنين، واعتدت على المواطنين الذين حاولوا الوصول للأقصى.
وأدى مئات المستوطنين طقوسًا تلمودية عند حائط البراق غرب المسجد الأقصى وعند باب القطانين، ورقصات جنونية عند باب الأسباط، حاملين “القرابين النباتية”، كما أدى مستوطن ما يسمى “السجود الملحمي” على عتبة باب السلسلة.
وسيرت قوات الاحتلال طائرة في سماء المسجد الأقصى، واقتحمت المصلى القبلي وأخرجت بالقوة عددا من المعتكفين فيه، واعتقلت الشابين الفلسطينيين نظام وإياد أبو رموز بعد الاعتداء عليهما أمام باب السلسلة، وعرقلت عمل الطواقم الصحفية والمصورين ومنعتهم من تغطية الاقتحامات.
وتأتي هذه الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى في ثاني أيام ما يسمى عيد العرش، استجابة لدعوات صادرة من جمعيات الهيكل المزعوم، لتكثيف الاقتحامات، وقراءة جماعية للتوراة في ساحات المسجد الأقصى، خلال الاقتحام الأكبر اليوم.
وأعدّت “منظمات الهيكل” تطبيقا خاصا على الهاتف للدعوة لهذا الاقتحام وتسجيل المشاركين، وصفحات خاصة به على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وهي تدعو وتحشد منذ 19 يوما المستوطنين للمشاركة في اقتحام الأقصى.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال، تحول الأعياد والمناسبات اليهودية إلى محطات تصعيد لإجراءاتها العسكرية التعسفية والقمعية للتضييق على الفلسطينيين، خاصة في مدينة القدس المحتلة، كما تستغلها لممارسة أبشع صور التنكيل على حواجزها العسكرية، وتكثيف اقتحام الجماعات اليهودية المتطرفة للمسجدين الأقصى بالقدس والإبراهيمي في الخليل.
ويتعرض الأقصى في القدس المحتلة، يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، وعلى فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.