اللاجئون ممنوعون منذ سنوات من كافة الحقوق الآدمية كالتعليم والعلاج والعمل
على الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الأونروا ومفوضية شؤون اللاجئين التدخل العاجل لإنقاذ اللاجئين
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن نحو 600 لاجئ عربي من فلسطين وسوريا والعراق وصلوا إلى تايلاند قبل عدة سنوات هاربين من ويلات الحروب في بلدانهم بحثا عن مأوى آمن لهم ولعائلاتهم يعانون من تعنت السلطات التايلاندية معهم والتضييق عليهم في المعيشة، بالإضافة إلى تهديدهم بالترحيل خارج البلاد.
وأضافت المنظمة أن اللاجئين يعيشون أوضاعا صعبة للغاية خاصة في ظل رفض الحكومة التايلاندية منحهم أي حق من حقوق اللاجئين، حيث جاء في إفادة أحدهم للمنظمة “نحن حوالي 600 شخصاً من اللاجئين العرب في تايلاند، قادمين من فلسطين وسوريا والعراق، 70 % منا عائلات أغلبهم نساء وأطفال، و10 % منا من كبار السن، أتينا إلى تايلاند قبل حوالي خمس سنوات وبعضنا قبل سبعة سنوات، هاربين من الأوضاع التي فرضتها علينا الحرب في بلادنا، ودخلنا جميعاً للبلاد بصورة شرعية، وفور وصولنا سجلنا أسمائنا على قوائم اللاجئين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إلا أنه حتى الآن لم يتم توطيننا في أي من البلدان الموقعة على اتفاقية شؤون اللاجئين، ما جعلنا مجبرين على البقاء في تايلاند حتى يتم توطيننا في أي دولة أخرى، حيث أن تايلاند ليست طرفاً في تلك الاتفاقية.
وطوال تلك الفترة لم نستطع الحصول على إقامة داخل تايلاند، ما زاد أوضاعنا المعيشية تعقيداً حيث حُرم الأطفال والطلاب من التعليم والانتظام في الدراسة، كما أننا نجد صعوبة بالغة في الذهاب إلى المستشفيات لعدم حملنا أي إقامة رسمية، ولم تستقبلنا إلا مستشفيات متوسطة المستوى، بالإضافة إلى صعوبة إيجاد فرص عمل، ومع ذلك كنا نحاول التكيف مع تلك الأوضاع حتى يتم توطيننا من قبل الأمم المتحدة.
قبل شهرين بدأت الحكومة التايلاندية حملة ملاحقة لجميع الأجانب الذين لا يحملون هويات إقامة تايلاندية، وكنا أول الملاحقين، وحتى الآن تم اعتقال نحو 60 شخصاً منا بينهم نساء وأطفال وكبار سن، بعضهم أصيب بحالات انهيار عصبي داخل السجن بسبب المعاملة السيئة التي يلاقونها هناك في سجن الـ IDC ببانكوك، ما جعلنا حبيسي المنازل لا نستطيع مغادرتها خوفاً من تعرضنا للاعتقال في أي وقت، فلا نستطيع شراء حاجيتنا الأساسية ولا يستطيع المرضى منا الذهاب للمستشفيات أو حتى الصيدليات.
تقدمنا بالعديد من الشكاوى للأمم المتحدة والجهات المسؤولة عنا كلاجئين، إلا إن معظم هذه الشكاوى تم تجاهلها، وفي الحالات القليلة التي تم الرد فيها طلبت منا الأمم المتحدة الانصياع لأوامر الحكومة التايلاندية وتسليم أنفسنا للشرطة، كما لم تجيب على استفساراتنا عن سبب تأخر قرارات التوطين حتى الآن رغم قبولنا كلاجئين منذ أكثر من أربعة سنوات على الأقل”.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تطالب الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الأونروا ومفوضية شؤون اللاجئين التدخل العاجل لإنقاذ اللاجئين العرب في تايلاند وتحسين أوضاعهم وتوفير أماكن مناسبة لتوطينهم على وجه السرعة.
كما تطالب المنظمة السلطات التايلاندية بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني والتعامل بصورة آدمية مع اللاجئين ومراعاة الظروف الصعبة التي مروا ويمرون بها، والامتناع عن ترحيلهم لما في ذلك من خطر بالغ على حياتهم.