في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة؛ أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن أكثر من 90 ألف نازح فلسطيني يتكدسون في 115 مركز إيواء تديرها الوكالة في أنحاء القطاع، وسط ظروف مأساوية ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
يأتي هذا التصريح في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض حصار شامل ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية، ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، الذين يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة؛ فإن نحو 420 ألف فلسطيني قد نزحوا مجددًا منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس/ آذار الماضي، بعد أن تنصل الاحتلال من الاتفاق الذي كان ساريًا منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، رغم التزام المقاومة الفلسطينية ببنوده، بما فيها ملف تبادل الأسرى.
ومنذ استئناف عدوانه، كثّف الاحتلال هجماته على المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية، ما أدى إلى تهجير واسع النطاق لعائلات كانت قد نزحت سابقًا وعادت إلى مناطقها خلال فترة الهدنة المؤقتة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يرتكب الاحتلال جرائم إبادة جماعية موثقة بحق سكان قطاع غزة، بدعم سياسي وعسكري من الإدارة الأمريكية. فيما تشير الإحصائيات إلى سقوط نحو 168 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في مراكز الاحتجاز.
ويواجه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات دولية متصاعدة بانتهاك اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، خاصة بعد استهدافه المتكرر للمستشفيات ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، وحرمان السكان من الحد الأدنى من مقومات البقاء.
ووسط هذا المشهد المأساوي؛ تبرز الحاجة الملحّة إلى وقف الحرب بشكل فوري، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين، إلى جانب ضرورة العمل على محاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات التي طالت المدنيين في قطاع غزة.