جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين، الأربعاء، اقتحاماتهم المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح شهود عيان أن الاقتحامات تخللتها استفزازات للمصلين عبر محاولة أداء طقوس تلمودية.
ويقوم المستوطنون باقتحام المسجد الأقصى يومياً ما عدا يومي العطلة الأسبوعية، الجمعة للمسلمين، والسبت للإسرائيليين. وتتم هذه الاقتحامات على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر، عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، بتسهيلات ومرافقة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت بالسماح للاقتحامات في 2003 رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
من جهة أخرى؛ أقدم مستوطنون إسرائيليون، مساء الثلاثاء، على إحراق محاصيل زراعية لفلسطينيين، جنوب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وقال منسق لجنة الحماية والصمود في جبال جنوب الخليل ومسافر يطا (غير حكومية) فؤاد العمور، إن \مستوطنين أضرموا النار بمحاصيل زراعية في منطقة طوبا، في مسافر يطا جنوب الخليل.
ولفت العمور الذي تواجد في المنطقة، إلى تأخر وصول الدفاع المدني إلى مكان الحريق لإخماد النيران بسبب وقوع المنطقة في الأراضي المصنفة “ج”، وهو ما يتطلب الحصول على إذن إسرائيلي لدخول المنطقة.
وصنفت اتفاقية أوسلو الثانية (1995) بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” أراضي الضفة الغربية إلى ثلاثة مناطق: “أ” تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و”ب” تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و”ج” تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل نحو 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.
ويتعرض الفلسطينيون في منطقة “مسافر يطا” ومناطق متفرقة من الضفة، لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي، بهدف الضغط عليهم وتهجيرهم من أراضيهم، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
ويعتبر القانون الدولي الضفة الغربية والقدس الشرقية أراض محتلة، ويعتبر جميع أنشطة بناء المستوطنات اليهودية هناك غير قانونية.
ونددت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، مراراً بعمليات اقتحام السجد الأقصى المتكررة من قبل مجموعات من المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أنها تمثل “امتدادا للسلوك الإسرائيلي المنهجي في الاعتداء على المقدسات، وسعيا لفرض سياسية الأمر الواقع فيما يتعلق بتهويد القدس”.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن، إلى وضع حد للانتهاكات الخطيرة والمتكررة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، كما دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في كل الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها “إسرائيل” في الأراضي المحتلة وعلى رأسها الاستيطان والاعتداء على المقدسات.