قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن سماح السلطات المصرية بعبور حاملة الطائرات أيزنهاور عبر قناة السويس هو مشاركة مباشرة في جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، مضيفة أن قبول النظام المصري بهذا العبور يتعارض كليًا مع الدور المنوط بمصر كدولة جوار يجدر بها أن تكون ظهيرا للشعب الفلسطيني وحاميا لحدوده عبر ممارسة سيادتها الكاملة على حدودها البرية والبحرية، واستخدام كل الأدوات الممكنة من أجل وقف إطلاق النار في القطاع.
وأضافت المنظمة أن سماح مصر بعبور حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور يأتي في وقت تتقاعس فيه السلطات المصرية عن القيام بواجبها في إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة، وتنصاع لإرادة الاحتلال الإسرائيلي الذي يتحكم في معبر رفح بشكل كامل بحيث لا يمر شيء عبر المعبر في أي من الاتجاهين من حيث الكم والنوع إلا بإرادة الاحتلال.
ولفتت المنظمة أن هذه ليست المرة الأولى من نوعها التي تسمح فيها مصر بمرور حاملة طائرات أمريكية لمساعدة قوات الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث سبقها حاملة طائرات “يو إس إس فورد”، حركتها الولايات المتحدة بعد يوم واحد فقط من بدء العدوان لتصل إلى شرق البحر المتوسط ومن ثم لإسرائيل.
إن موقف الدولتين العربيتين الحدوديتين لقطاع غزة مصر والأردن لم يكن سلبيا في وقف الإبادة وحسب، بل تخطى ذلك ليصير مشاركة صريحة في جرائم الاحتلال عبر السماح بمرور الأسلحة عبر أراضيهما وحدودهما، وعلى التوازي تقوم سلطات الدولتين بقمع شعوبهما لوقف المظاهرات السلمية والفعاليات التي ترفض الإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع غزة، إذ قامت مصر باعتقال 50 شخصًا على خلفية مشاركتهم في التظاهرات الرافضة للعدوان على غزة، بينما قامت الأردن باعتقال نحو 600.
إضافة إلى حرب الإبادة، هناك حرب تجويع ضارية تحاصر أهالي غزة مع حرمان تام من دخول الطعام والمياه والوقود وأي مساعدة إنسانية من أي جهة، وبينما ينشغل العالم بمصير 250 رهينة يتجاهل وجود أكثر من 2 مليون مواطن بريء في قطاع غزة جميعهم رهائن للقتل والتجويع، في وقت تستقبل فيه إسرائيل كل أنواع الدعم والمساعدات بمشاركة عربية.
وزاد الأردن على تدفق الأسلحة نشر معلومات مضللة حول إسقاط مساعدات بمظلات نفذتها القوات المسلحة، وروجت لأن الأمر كان ضمن عمليات خاصة نُفذت دون إذن من إسرائيل، واليوم تم الكشف أن الأمر برمته تمثيلية لذر الرماد في العيون، فتم الأمر بموافقة اسرائيلية وهبوط الطائرة في مطار عسكري إسرائيلي وتفتيشها قبل تنفيذ عمليتها الإنسانية البطولية!
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا تؤكد على أهمية تضافر الجهود العربية والإسلامية والعالمية لإنهاء المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني، والتي بلغت ذروتها خلال العدوان الحالي على غزة الذي استخدمت فيه أنواع متعددة من الأسلحة المحرمة دوليا واستراتيجيات الدمار الشامل، التي دمرت 50 في المئة من العمران في غزة ودمرت البنية التحتية للخدمات في المدينة بشكل كبير، فضلا عن الخسائر البشرية والإصابات التي لم يشهد العالم في وحشيتها مثيل في العصر الحديث.
وتشدد المنظمة أن تعاون دول عربية بشكل منفرد مع الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، يلغي كل الجهود التي تستهدف الوصول إلى موقف عربي أو إسلامي موحد بشأن القضية الفلسطينية من خلال انعقاد قمة طارئة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، بالتالي يطمئن الاحتلال إلى أن الاستمرار في جرائمه ضد قطاع غزة لن يقابل برد فعل يُذكر، كما يضعف الجهود الأممية الرامية إلى إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل الدعم اللامحدود للاحتلال من دول غربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
وطالبت المنظمة كافة الدول العربية والإسلامية بالالتحام مع شعوبها والتحرك بشكل فعال لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع، وقطع كافة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي، وممارسة السيادة الكاملة على حدودها البحرية والجوية والبرية، وعدم السماح بوصول الأسلحة إلى الاحتلال، وعدم الانصياع لأي مطالبات غربية أو إسرائيلية تتعلق بتعطيل المساعدات الإنسانية، واحترام حق شعوبها في التعبير السلميّ للتضامن مع الشعب الفلسطيني.