مأساة سوريا
كشفت عواصف مطرية عن حجم المأساة التي يعيشها مئات الآلاف من السوريين في مخيمات النازحين التابعة لمحافظة إدلب شمال سوريا.
وجرفت العواصف المستمرة منذ السبت، خيام النازحين في مخيمات أطمة وكفر عويد وباب الهوى وسرمده وبرشين وإعزاز وعفرين في ريف إدلب، ما أدى إلى تشريد المئات من المدنيين.
وقال فريق حقوقي في بيان، إن مخيمات النازحين بشمال غربي البلاد تعرضت لأضرار بالغة من جراء موجة الطقس السيئ بالمنطقة.
وأضاف البيان أن عدد الخيام المتضرر بشكل كلي بلغ 278 خيمة، و513 خيمة بشكل جزئي، مشيرا إلى حدوث أضرار واسعة في الطرقات تجاوزت ثمانية كيلومترات ضمن المخيمات ومحيطها في حصيلة أولية لحصر الأضرار، بينما تستمر محاولات الوصول إلى المخيمات المتضررة التي يصعب الوصول إليها نتيجة سوء وانقطاع الطرقات المؤدية إليها.
وأكد أن حجم الأضرار أكبر من ذلك بكثير، إلا أن الفرق لم تستطع الوصول إلى جميع المخيمات بسبب الأحوال الجوية وتقطع الطرق.
من جهته؛ قال مدير أحد المخيمات في ريف إدلب، إن “أكثر من 100 خيمة تعرضت للانهيار ودخول المياه، في مخيم لا تزيد عدد خيامه على 400 خيمة”.
وأضاف مدير المخيم، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات إعلامية، أن الأمطار غمرت خيام عشرات العائلات مع جميع محتوياتها، وأمضى المئات منهم ليلتهم تحت الأشجار وفي الخيام المجاورة، وقضى أغلب السكان الليلة في وضع التحصينات خوفاً من دخول مياه الأمطار إلى خيامهم.
وفي السياق ذاته؛ توفي طفل في ريف إدلب، الثلاثاء، إثر سقوط جدار المنزل عليه بسبب السيول.
وبحسب مواقع إخبارية محلية؛ فإن الطفل عبدالرزاق عدنان الجوباسي، من بلدة التمانعة، وهو نازح في مخيم كلّي شمال إدلب؛ توفي جرّاء سقوط جدار المنزل الذي يقيم فيه فوقه، بسبب الأمطار الغزيرة والسيول.
وأصيب ثلاثة أطفال أيضاً في مخيم كفرنبودة في منطقة عقربات شمالي إدلب فجر الثلاثاء، إثر انهيار خيمتهم المبنية من البلوك نتيجة الأمطار الغزيرة السيول ليلة أمس.
وتتوقع الأرصاد الجوية السورية استمرار هطول الأمطار اليوم، مع هبوب رياح عاصفة تبلغ ذروتها بعد ظهر الثلاثاء، على أن تعقبها كتلة هوائية باردة جداً تسجل درجات حرارة بين 4 و6 درجات تحت الصفر، وتساقط ثلوج في أغلب المناطق.
وكانت حقوقيون مهتمون بشؤون اللاجئين السوريين، قد ناشدوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والأطراف الفاعلة في الوضع السوري، للتدخل لإغاثة مخيمات النزوح، التي تعج بمئات آلاف المدنيين، من الفيضانات والسيول التي تجتاح خيامهم.
ودعوا في بيان إلى تحمل المسؤولية وتكاتف جهود الإنسانية, لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العائلات، بعد أن اتلفت مياه الأمطار خيامهم وباتت الأمراض والأوبئة تتربص بهم، بسبب البرد القارس وانعدام مستلزمات التدفئة ومقومات الحياة
اقرأ أيضاً: آلاف اللاجئين السوريين يصارعون البرد والجوع