المجازر المروعة التي ترتكب بحق المتظاهرين السلميين تشكل جريمة ضد الإنسانية
يجب تشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية مقتل وإصابة العشرات من المتظاهرين والمعتصمين في ساحة الخلاني في بغداد مساء الجمعة، بعد قيام مسلحين بمهاجمة المتظاهرين وإطلاق النار عليهم، في ظل تواطؤ القوات الحكومية النظامية مع مليشيات لها أجندات خاصة مناهضه لمطالب المتظاهرين.
وأوضحت المنظمة أن مسلحين هاجموا محتجين عراقيين في ساحة الخلاني وعند جسر السنك القريب من ساحة التحرير في بغداد مساء الجمعة 06 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وقاموا بإطلاق الرصاص عليهم ما أسفر عن سقوط نحو 20 قتيلاً وإصابة العشرات، وقد جاءت تلك الجريمة بعد يوم واحد من نزول مؤيدين لميليشيا لحشد الشعبي الموالي لإيران إلى الشارع والاحتكاك بالمتظاهرين والاشتباك معهم.
وبينت المنظمة أن الحكومة العراقية وعلى الرغم من إعلانها وقف استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين عبر قرار صدر عن عادل عبد المهدي، الذي استقال من منصبه كرئيس للوزراء في 29 نوفمبر/تشرين الأول الماضي مع استمراره في المنصب مؤقتا لتصريف الأعمال، إلا أن الواقع ينافي تلك الأوامر فيما يشير إلى أن هذا الإعلان هو إعلان شكلي فارغ من المضمون.
وأكدت المنظمة أن استمرار عمليات قتل المتظاهرين دليل على أن السلطات العراقية غير قادرة على إنفاذ سلطة القانون على قواتها أو على الميلشيات المصنفة رسميا بأنها تابعة للحكومة وعلى رأسها قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران.
ولفتت المنظمة أنه بضحايا الجمعة من المدنيين يرتفع عدد القتلى العراقيين منذ بدء الاحتجاجات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 470 قتيلاً مع إصابة نحو 17 ألف مواطناً، سواء برصاص القوات النظامية أو ميليشيات الحشد الشعبي والفصائل التابعة له.
وأكدت المنظمة أن الصمت الدولي تجاه عمليات القتل العشوائية والجرائم المرتكبة في حق المدنيين في العراق وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يسمح بصمته للنظام العراقي بالتنصل من المسؤولية مع الاكتفاء بادعائه بدء تحقيقات في تلك الجرائم.
وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في أسرع وقت لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وبدء تحقيقات في كل حالات الوفاة والإصابة التي نتجت عن استخدام القوة المميتة من قبل قوات الأمن العراقية، والميليشيات التابعة لها في مواجهة المتظاهرين.