وفاة واحدة كل يومين جراء الإهمال الطبي المتعمد.. هذا هو حال معتقلي الرأي في السجون ومراكز الاحتجاز المصرية، حيث شهدت الأيام الـ12 الأولى من شهر مايو/أيار الجاري ستة وفيات بين المعتقلين.
آخر الضحايا المسن علي توفيق علي (71 عاماً) الذي قضى في سجن الفيوم العمومي بسبب الإهمال الطبي الذي مارسته السلطات بحقه.
وكان علي توفيق قد أصيب بفيروس كورونا، ولم يتلق الرعاية الصحية اللازمة.
ويعدّ “علي” الضحية رقم 20 للإهمال الطبي المتعمد في السجون ومقار الاحتجاز الرسمية في مصر، منذ مطلع العام الجاري 2021.
ويعاني معتقلو الرأي من الإهمال الطبي في مقار الاحتجاز المصرية التي تفتقر إلى المعايير الفنية الدولية لمقار الاحتجاز الصالحة للبشر، بحسب بيان للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، والتي لفتت إلى تكدس كبير داخل الزنازين التي يعاني المحتجزون فيها من سوء التغذية، وقلة النظافة وانتشار الحشرات والتلوث، مع انعدام التهوية والإضاءة.
وحذرت المنظمة مراراً من تعامل السلطات المصرية بـ”لامبالاة” مع أرواح المعتقلين الذين تفرض القوانين والمعاهدات الدولية على الحكومة مسؤولية علاجهم خاصة في أوقات الأوبئة.
ومنذ تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام السلطة في البلاد؛ تشن السلطات المصرية حملة قمع غير مسبوقة ضد المعارضين والمنتقدين، إذ ألقت القبض على الآلاف في اعتقالات نابعة من دوافع سياسية، أدين العديد منهم وصدرت أحكام عليهم في محاكمات جائرة، أو احتجزوا دون محاكمة طيلة سنوات بتهم تتعلق بالإرهاب لا أساس لها من الصحة، في ظروف احتجاز سيئة للغاية.