كان المسعف “محمد عمر” يرتدي السترة العاكسة للضوء الخاصة بالطواقم الطبية أثناء استهدافه
وثق مقطع فيديو متداول، استهداف شرطي من قوات حرس الحدود الإسرائيلية، لمسعف فلسطيني كان يحاول إنقاذ معتقل جريح، بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قصيرة جداً.
وتم تصوير الفيديو أثناء تظاهرات ذكرى وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في 11 نوفمبر/تشرين الماضي، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، حيث كان حوالي 20 فردًا من شرطة حرس الحدود الإسرائيلية منتشرين في المكان، ويُطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط والرصاص الإسفنجي، ما أدى إلى إصابة نحو 15 فلسطينياً بالرصاص، وقرابة 25 بالاختناق جراء استنشاق الغاز، وفقاً لمعطيات الأمم المتحدة.
وكما أظهر مقطع الفيديو؛ فقد أطلق أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية رصاصة مطاطية أصابت متظاهرًا في رجله، فتقدم شرطيان آخران من المصاب كي يعتقلاه، بينما هو جالسٌ على الأرض، والمُسعف المتطوع محمد عمر (28 عاماً) من بلدة بيتونيا، يحاول الوصول إليه كي يقدم له الإسعاف، وكان واضحًا تمامًا أنه مُسعف، حيث كان يرتدي السترة العاكسة للضوء الخاصة بالطواقم الطبية.
ويُظهر الفيديو شرطي الاحتلال الإسرائيلي وهو يرفع المُصاب عن الأرض بالقوة، ثم يقتاده مع الشرطي الآخر، والمُسعف محمد عمر يُحاول أن يخلّص المصاب من أيديهما، كما يظهر أحد الشرطيين وهو يضرب المسعف على وجهه، وبعد ثوانٍ قليلة يطلق رصاصة إسفنجية نحو صدره على بُعد أمتار معدودة، فيقع المسعف أرضًا، ويغادر الشرطيان المكان، وهما يقتادان المعتقل المصاب.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال شهر تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، قُتل خمسة فلسطينيين في الضفة وقطاع غزة، بينهم طفلان، برصاص الاحتلال الذي استهدفهم على حواجزه، أو أثناء اقتحامه للقرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية.
فيما بلغت الإصابات 133 في صفوف الفلسطينيين بالضفة الغربية، بينهم تسعة أطفال، وصحفي وطالبة، وذلك خلال عمليات الاقتحام والمواجهات مع قوات الاحتلال.