ينظم قوميون إسرائيليون متشددون حملات إلكترونية على الإنترنت للتحريض على العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وتنظيم عمليات العنف بحقهم من قبل المستوطنين.
وبحسب تقرير لموقع قناة سكاي نيوز البريطانية؛ فإن هؤلاء “المتشددين” ينشؤون مجموعات “سرية” على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة منهم لإخفاء أنشطتهم، حيث يلتزم أعضاء هذه المجموعات بإبراز إثبات هوية من أجل الوصول إليها.
ونقل التقرير الذي ترجمته “المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا” عن إحدى هذه الجماعات تأكيدها لأعضائها المحتملين، بأنها تحاول منع “الشرطة الإسرائيلية والعرب والصحفيين” من تعقبهم.
وتشكل هذه الحسابات المتطرفة أرضية خصبة لخطاب الكراهية، وتستخدم لتنظيم هجمات ضد العرب في أراضي الـ48، وهو ما دفع تطبيق المراسلة المشفر “تلغرام” إلى إغلاق بعض قنواتهم، وأبرزها تحمل عنوان “مجموعة حرب” وأخرى تسمى “الموت للعرب”.
وازدادت اعتداءات المستوطنين المتطرفين على فلسطينيي الداخل إثر اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، وما تبع ذلك من عدوان إسرائيلي بحق قطاع غزة، والذي خلّف أكثر من 230 قتيلاً فلسطينياً، منهم 65 طفلا و39 سيدة و17 مسناً، إضافة إلى 1710 إصابات بجراح مختلفة، وفق وزارة الصحة في غزة.
وكشفت تقارير إعلامية أن هجوما شنه مستوطنون متشددون في منتصف مايو/أيار الجاري على مواطن عربي، قد تم تنسيقه عبر تطبيق “تلغرام”، حيث قام الإسرائيليون المتطرفون بسحب هذا الشخص من سيارته، وضربه في شوارع مدينة “بات يام” في مقاطعة “تل أبيب”.
ويشير موقع سكاي نيوز إلى أن مجموعة تحمل اسم “جيش مدني” على تطبيق “تلغرام” تتباهى بأن أعضاءها بلغوا ستة آلاف مستخدم قبل أن يتم إغلاقها، مضيفة أن هؤلاء المستخدمون أعادوا تجميع صفوفهم في مجموعة جديدة، وتضم قناتهم حالياً أكثر من 400 مستخدم، بعضهم يحمل اسم “الموت للعرب”، وآخرون اسم “كل عربي يقتل هو يوم عطلة بالنسبة لنا”.
ويتداول هؤلاء المستوطنون المتطرفون في مجموعاتهم صوراً ومقاطع فيديو مسيئة على نطاق واسع، وشارك أحدهم الذي يحمل اسم “دولة إسرائيل” صورة لرجل عربي أصيب برصاصة في رأسه، واصفا إياه بأنه “أبو كل العرب”.
ويشير تقرير “سكاي نيوز” إلى أن هذه المجموعات توجه أعضاءها إلى مقاطعة المتاجر التي يديرها العرب، وحرق المساجد، والاعتداء على المواطنين العرب.
ويكشف عن وجود مجموعات أخرى على موقع “فيسبوك” وتطبيق “واتساب” مرتبطة بحزب “القوة اليهودية” الإسرائيلي اليميني المتطرف، والذي يصف العرب في منشورات مكتوبة باللغة الإنجليزية بأنهم “أعداء إسرائيل” ويدعو إلى دعم تسليح المستوطنين في مظاهراتهم، حيث تسمح لهم السلطات الإسرائيلية أصلا بحمل السلاح.
ويلفت التقرير إلى وجود مجموعة تحمل اسم “لا فاميليا – الموت للعرب”، وهي مرتبطة أيضاً بحزب “القوة اليهودية”، وتضم مجموعة يمينية متطرفة من مشجعي نادي الدوري الإسرائيلي الممتاز لكرة القدم “بيتار القدس”، مضيفة أن هذه المجموعة تصدرت عناوين الصحف الأسبوع الماضي بعد أن قالت صحيفة إسرائيلية إن طاقمها تعرض لهجوم جسدي من قبل هذه المجموعة أثناء تغطيتها للاضطرابات في اللد.
وفي مدينة “بات يام” الإسرائيلية؛ تم تداول مقاطع فيديو تظهر أعضاء “لا فاميليا” وهم يدمرون متجراً يملكه شخص عربي.
وبين التقرير أن هناك دعوات منتشرة عبر المجموعات الإسرائيلية القومية المتطرفة العامة، للانضمام إلى مجموعات مغلقة تحتوي فقط على مستخدمين تم فحصهم، ولا يمكن لهم الوصول إلى هذه المجموعات دون موافقة المسؤول.
ويقول أحد هذه المنشورات: “أيها الأصدقاء! لقد فتحنا مجموعة سرية بدون مخبرين. أي عضو مهتم بتلقي المعدات والمواقع والتوقيتات سينضم إلينا للحصول على الأخبار”.
وفي منشور آخر أطول بكثير؛ يتم وضع مجموعة من الإجراءات المكونة من أربع خطوات لأولئك الذين يرغبون في الوصول إلى مجموعة خاصة، وهي ما قال عنها المشرف: “فقط المهتمون بالبدء في أنشطة لاستعادة الردع، وإعادة دولة إسرائيل إلينا، مدعوون إلى المجموعة التي تم التحقق منها”.
ويشرح المنشور الخطوات الضرورية بعد أن “تعرضت المجموعة لهجوم من قبل قوى الشر التي لا تعد ولا تحصى من العرب والشرطة والإعلام”، “يجب على المستخدمين المحتملين تقديم صورة لأنفسهم مع إثبات تاريخ ووقت التقاطها ورابط لصفحاتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب عليهم أيضاً إكمال مقطع فيديو ورسالة مكتوبة بالعبرية يتعهدون فيها بدعم إسرائيل، والاستعداد للتضحية بأرواحهم من أجل القضية، ثم يتم إرسال الأدلة الأربعة إلى المسؤول الذي سيدعو المستخدم بعد ذلك إلى الدردشة الخاصة”.