قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن سعي النظام المصري لتبرئة ساحته وتبييض سجله الوحشي والتغطية على انتهاكاته ضد حقوق الإنسان وتشويه المعارضين عبر استخدامه لأدواته الإعلامية وآخرها مسلسل الاختيار ـ لن تنجح في إخفاء جرائمه التي وثقتها عشرات المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام العالمية.
وأضافت المنظمة أن النظام المصري جيش كل وسائل الإعلام المصرية، وشركات الإنتاج الفني لتبرير الانتهاكات الممنهجة التي يرتكبها جهازه الأمني، والقضاء المسيس، وعجزه عن الالتزام بالمعايير الأساسية لحقوق الإنسان ولو بصورة شكلية، ولمواجهة تزايد حدة الانتقادات الدولية، عبر انتاجه العديد من المسلسلات التي تشيطن المعارضين، وترسم صورة مزورة لأبشع جرائم النظام في فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، ليظهر القتلة من رجال الشرطة المصرية بدور الضحية.
عرض الجزء الحالي من مسلسل “الاختيار 2” مذبحة رابعة عام 2013 التي قتل فيها أكثر من 1000 مدني على يد أجهزة الأمن المصرية، بعد فبركة الأحداث وتزييف الحقائق واجتزاء مقاطع مصورة من المشهد الحقيقي، ليظهر المعتصمين كمسلحين ورجال الأمن كضحايا مضطرين لاستخدام القوة، كما عمد المسلسل لإلغاء ذكر أي تواجد لقوات الجيش.
وأكدت المنظمة أن قوات الشرطة والجيش المصرية أقدمت في 14 / 8 / 2013 على ارتكاب أكبر جريمة قتل جماعي في التاريخ المصري الحديث، في فض اعتصامات معارضي السلطات المصرية في أعقاب الثالث من يوليو/تموز 2013 والذي نتج عنها مقتل أكثر من ألف شخص بينهم نساء وأطفال بطرق وحشية، بالإضافة إلى إصابة واعتقال الآلاف بينهم 37 شخص على الأقل في عداد المفقودين لم يتم إجلاء مصيرهم أو تمكينهم من التواصل مع أسرهم حتى الآن.
وبينت المنظمة أن كافة الشهادات والمشاهد المصورة والتقارير الطبية الرسمية، وتصاريح الدفن، بالإضافة إلى أعداد القتلى ونوع الإصابات في أجساد المصابين وجثامين القتلى – أغلب الإصابات في الرأس والقلب ـ، أفادت بتعمد الأمن استخدام القوة المميتة في مواجهة المعتصمين، وهي حقيقة لن يمحوها عمل درامي مختلق أو حملات إعلامية موجهة.
وذكرت المنظمة أن السجون المصرية تكتظ بعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، الذين يعانون من معاملة غير آدمية وهم يقضون أحكام قاسية جاءت بعد محاكمات مسيسة افتقرت إلى أدنى معايير المحاكمات العادلة، ومع مرور الوقت تتضاعف معاناة المعتقلين ويتواصل عناد النظام المصري وتمكسه بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان كخيار وحيد في التعامل مع كل صاحب رأي معارض.
وأشارت المنظمة أن وسائل الإعلام المصرية الموالية للنظام والتي كان لها دور رئيسي في التمهيد للمجزرة، وتأجيج الكراهية والدعوة للعنف، مازالت ماضية على ذات النهج الذي يشيطن كافة المعارضين من كل التيارات، ونعتهم بالإرهاب، وتبرير أحكام القضاء المسيس القاسية بحقهم.
ودعت المنظمة كافة منظمات المجتمع المدني في مختلف أنحاء العالم لمواجهة حملة النظام المصري المسعورة لسحق معارضيه، والضغط على الحكومات الغربية من أجل أن تتخذ مواقف صارمة تجاه هذا النظام الذي ارتكب أفدح الجرائم ولا زال أركانه يفلتون من العقاب.