تتواصل رسائل الاستغاثات المسربة من السجون المصرية، لتكشف عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون والمحكومون من قبل السلطات.
وفي رسالة جديدة مسربة من سجن مخصوص شديد الحراسة في المنيا، كشف السجناء عن “تردي أوضاعهم الإنسانية، والتضييق وسوء المعاملة والإهمال الطبي الذي يتعرضون له، ومنع كافة أشكال المعرفة من خلال منع الكتب، إضافة إلى منع أبسط حقوق الإنسان، وهي الهواء والشمس”.
وأكدوا تعرضهم لـ”التعسف في التفتيش، وبعثرة محتويات الزنزانة، وإفسادها بالتعدي خلال التفتيش؛ الذي يصل إلى حد الأذى النفسي والبدني”.
واشاروا إلى “ضيق الزنزانة التي لا تتجاوز مساحتها عن 2 × 2، ويسكنها 3 أو 4 أفراد، الأمر الذي يجعل النوم في أوقات كثيرة على نوبات متعاقبة؛ بسبب ضيق المكان، بالإضافة إلى عدم توفر أدنى إضاءة داخل الزنزانة”.
وكان معتقلون في سجن بدر3 قد تمكنوا مؤخرا من تسريب رسالة استغاثة مطولة، كشفت عن تهديدات قيادات في جهاز الأمن الوطني بتحويل السجن إلى “مقبرة”، في إشارة إلى تهديد المعتقلين بالقتل.
وأوضح المعتقلون أنه بعد محاولة أكثر من 600 سجين رأي الانتحار، ورغم وعود وزارة الداخلية بفتح الزيارة وتحسين الخدمات والرعاية الطبية داخل السجن، إلا أنها لم تفِ بوعودها.
وبينوا أن عشرات المعتقلين ما زالوا ممنوعون كلياً من الزيارة أو من إدخال أهاليهم أي أطعمة لهم، إلى جانب الاستمرار في منع تواصلهم مع أي شخص في داخل السجن، إضافة إلى أن “التريّض المنصوص عليه في لائحة السجون بساعتين يومياً لكل سجين” يُسمح به لمدة ساعتين أسبوعياً فقط، تقسمان على مرتين وسط “حراسة مشددة، وبأعداد قليلة في كل فوج”.
وأضافوا أن الخدمات الطبية لا زالت “لا تصل إلى الحدّ الأدنى من الاحتياجات، لافتين ألى أن كمية الطعام المقدمة لهم قليلة وتفتقر للجودة.
وكان معتقلون في سجن الوادي الجديد، قد تمكنوا قبل أيام من تسريب رسالة استغاثة مطولة، كشفت عن انتهاكات عديدة يتعرضون لها.
ووفق ما جاء في الرسالة؛ فإن السجناء يتعرضون لانتهاكات عدة، من بينها أن السجن في قلب الصحراء يبعد ست ساعات عن أقرب قرية أو مركز، فيما يعاني المسجونون من شتى أنواع العذاب البدني والنفسي، ولا يخرج منه أحد ليحكي ما يحدث فيه.
وبيّن نزلاء “الوادي الجديد” في رسالتهم أن “دخول السجن يبدأ بالاستقبال (التشريفة)”، من خلال “الضرب المبرح على يد المخبرين وعساكر الأمن، مع السب والقذف والكرابيج. وتؤدي التشريفة إلى حالات إغماء من شدة الضرب المستمر ساعات عدة. ويدخل المسجون بعد ذلك إلى التأديب، وهو غرفة انفرادية متر في مترَين، بالملابس الداخلية فقط بلا حمام أو مياه”.
وتجدر الإشارة إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.