قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن وفاة 3 أطفال يمنيين في مخيمات النازحين جراء البرد القارس والأجواء المتقلبة هي كارثة إنسانية يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي الذي أخفق حتى الآن في إيجاد حل مناسب يحمي المدنيين ويوفر لهم المقومات الأساسية للحياة.
وأوضحت المنظمة أن ثلاثة أطفال لقوا حتفهم، الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول، داخل أحد مخيمات محافظة مأرب الجنوبية بسبب حرارة الجو المنخفضة في ظل افتقار المخيم إلى التدفئة ووسائل الحماية اللازمة من برودة الشتاء مع عدم وجود ما يكفي من العلاج والأغطية المناسبة.
وحذرت المنظمة من أن أعداد الضحايا قابل للارتفاع مع اشتداد البرودة في الأسابيع القادمة، في ظل محدودية وسائل التدفئة والنقص الواضح في الخدمات الصحية ووسط غياب المنظمات الدولية والجهات الأممية المنوط بها توفير تلك الاحتياجات لهؤلاء النازحين.
وأشارت المنظمة أن مأرب تُعد أكبر مأوى للنازحين في اليمن، حيث أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن مواقع النزوح الـ 137 في مأرب شهدت زيادة كبيرة في عدد الوافدين الجدد منذ سبتمبر/أيلول 2021، وبالتالي فإنها تحتاج لرعاية دولية خاصة وعاجلة، فبحسب تقارير أممية فإن مأرب وحدها تضم أكثر من مليون نازح، في حين تقدر السلطات الحكومية أن عدد النازحين في المحافظة تجاوز 2 مليون، أي أكثر من نصف عدد النازحين الذين يبلغ عددهم 4 ملايين تقريباً.
وبينت المنظمة أنه منذ فبراير/شباط الماضي تضاعفت الأزمة الإنسانية في مأرب بعد أن ضاعف الحوثيون هجماتهم للسيطرة عليها كونها أهم معقل للحكومة ومقر وزارة الدفاع، فضلاً عن كونها مصدرًا للنفط والغاز، حيث توجد محطة توليد الكهرباء التي كانت تزود معظم المحافظات بالكهرباء قبل بدء الصراع.
ودعت المنظمة الأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية ذات الصلة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النازحين اليمنيين من برودة الشتاء التي بدأت تحصد أرواحهم، والعمل على وقف الحرب الدائرة في اليمن والتي أودت بحياة الآلاف وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.