يتواصل الجفاف غير المسبوق الذي يضرب الصومال، والذي طال 7,8 ملايين شخص يشكلون نصف السكان تقريبا، بينهم 213 ألفاً معرضون لخطر المجاعة، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق؛ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن حوالي 730 طفلا توفوا بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو في مراكز تغذية بالصومال، البلد الذي بات على شفير المجاعة، مقدّرة أن الرقم الفعلي أعلى بكثير.
وقالت ممثلة “يونيسف” في الصومال وفاء سعيد للصحفيين في جنيف خلال تصريح صحفي عبر الإنترنت من مقديشو: “لقد بلغ سوء التغذية مستوى غير مسبوق”.
وأكدت وفاة نحو 730 طفلا في مراكز تغذية في مختلف أنحاء البلاد” بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو، مضيفة أن “هذا أقل من واحد بالمئة من الأطفال الذين يدخلون هذه المراكز”.
ولفتت إلى أن “يونيسف” تعتبر أن الرقم الفعلي للوفيات أعلى من ذلك بكثير؛ لأن العديد من حالات الوفاة لم يتم الإبلاغ عنها.
وأضافت سعيد أن حوالي 1,5 مليون طفل، أي حوالي نصف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، معرضون لخطر سوء التغذية الحاد. وقالت إن “385 ألفا من بينهم سيكونون بحاجة لعلاج من سوء التغذية الحاد”.
وأشارت إلى أنه “بسبب الجفاف؛ نضبت العديد من مصادر المياه، وجف الكثير منها أيضا بسبب الإفراط في الاستخدام، ولدينا حوالي 4,5 ملايين شخص بحاجة إلى إمدادات المياه بشكل طارئ”، مضيفة أن هذا الرقم يتوقع أن يرتفع بسبب تفاقم الجفاف المتوقع، وارتفاع سعر المياه بنسبة 55 إلى 85 بالمئة.
وقالت سعيد: “بغض النظر عن كمية الطعام التي يتناولها طفل يعاني من سوء تغذية، فإنه لن يتعافى في حال لم تكن المياه التي يشربها صالحة”.
وأبدت “يونيسف” قلقها بشكل خاص لأن التاريخ يظهر أنه عندما تترافق مستويات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال مع تفشي أمراض فتاكة؛ ترتفع نسبة وفيات الأطفال بشكل كبير.
وأضافت سعيد: “نحن قلقون جدا إزاء هذا الأمر لأننا نلاحظ زيادة في حالات تفشي الإسهال الحاد، حيث كان هناك أكثر من 8400 حالة هذا العام، وحوالي 13 ألف حالة حصبة”، متابعة: “هذا العام فقط، كان عدد حالات الحصبة أعلى من الحصيلة الإجمالية لعامي 2020 و2021”.
وكان رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قد أعلن الاثنين الفائت أن الصومال “على حافة المجاعة”، موجهًا “تنبيهًا أخيرًا” قبل أن تحلّ كارثة على البلد الواقع في القرن الأفريقي والذي يواجه موجة جفاف تاريخية.
وتسبب الجوع والعطش في تشريد مليون شخص منذ 2021، وقضى 260 ألف شخص، نصفهم أطفال دون الخامسة من العمر، جراء المجاعة التي حلت في العديد من مناطق جنوب الصومال ووسط البلاد بين تموز/يوليو 2011 وشباط/فبراير 2012.