ما بين الإهمال الطبي، والتعذيب، وظروف الاحتجاز القاسية؛ يتواصل سقوط الضحايا في السجون ومراكز الاحتجاز المصرية.
وفي هذا السياق؛ توفي المواطن محمود عبدالجواد (33 عاما) جراء تعرضه للتعذيب في مركز شرطة نبروه بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر، وتحديدا في تاريخ 25 يوليو/تموز الفائت.
وأوضحت أسرة عبد الجواد أن قوة أمنية مصرية اعتقلته قبل وفاته بأربعة أيام، أثناء انتظاره زوجته وابنته المريضة لاصطحابها إلى المستشفى، وتعدت عليه بالضرب أمامهما، كما تعدّت على زوجته بالصعق الكهربائي في مناطق مختلفة من جسدها، وكلّ ذلك أمام المارة في مدينة نبروه.
ووفق شقيقه محمد؛ فإن القوة الأمنية اصطحبت عبد الجواد إلى قسم الشرطة، لتعتدي عليه مرة أخرى بالضرب المبرح، إلى جانب الصعق الكهربائي في أماكن مختلفة من جسده، على مدى أربعة أيام، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وبوفاة عبد الجواد؛ يرتفع عدد حالات الوفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر، منذ مطلع العام 2023، إلى 22 وفاة، نتيجة الإهمال الطبي وسوء أوضاع الاحتجاز.
وتشهد السجون المصرية ومراكز الاحتجاز ارتفاعاً مطرداً في أعداد الوفيات، فيما لا تسمح السلطات المصرية للجنة الصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون، حتى باتت السجون بمعزل تام عن أي رقابة، باستثناء النيابة العامة، التي لا تحقق بالأساس في جرائم التعذيب، بل أصبحت شريكاً في التستر على الجناة فيها.
وتجدر الإشارة إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.