توفي الشاب الأردني أنس إبراهيم ثلجي، المحتجز في سجن سواقة (جنوبي العاصمة عمان) أمس الأربعاء، إثر تعرضه لجلطة حادة في القلب، جراء تعرضه لظروف احتجاز سيئة، وإهمال طبي.
وفي إفادة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا؛ قالت مصادر موثوقة مقربة من أسرة ثلجي، إن إدارة سجن سواقة احتجزته في زنزانة انفرادية لمدة 40 يوما، كان آخرها يوم وفاته، رغم ما يعانيه من أمراض مزمنة، كضعف عضلة القلب، وارتفاع الضغط والكوليسترول.
وكان ثلجي قد دخل في إضراب عن الطعام لمدة 10 أيام احتجاجا على وضعه في الحبس الانفرادي، واضطر إلى فك إضرابه قبل وفاته بيومين، إثر تدهور وضعه الصحي، وحينها أكد لأسرته أنه سيتم نقله إلى المشفى لتلقي الرعاية الصحية، ولكنه نقل إليه بعد يومين وهو في حالة سيئة جدا، وفق تعبير الأطباء.
وكانت أسرة ثلجي قد تقدمت بشكاوى لإدارة السجن، وللمركز الوطني لحقوق الإنسان (شبه حكومي) ولعدد من المحامين، أثناء حبسه الانفرادي، بأنه مريض بالقلب ولا يحتمل وضعه في زنزانة انفرادية، دون استجابة لشكاويهم.
وقضت محكمة أمن الدولة (العسكرية) على ثلجي بالسجن لمدة 10 سنوات لمحاولته الذهاب إلى سوريا للالتحاق بالجماعات المسلحة التي تشتبك مع قوات النظام السوري، وحلفائها من الجيش الروسي والمليشيات الإيرانية، وكان من المفترض أن ينهي مدة محكوميته بعد ثلاثة أشهر.
يشار إلى أن حق الأفراد في الحياة والرعاية الصحية اللائقة هو حق أساسي مكفول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، يستوجب توفير الرعاية الطبية اللازمة والمناسبة للمحتجزين، والتعامل معهم بكرامة واحترام لحقوقهم الأساسية.
وتعكس وفاة ثلجي خرقًا صارخًا لحقوقه الأساسية، وتسلط الضوء على الظروف السيئة للاحتجاز والإهمال الطبي في الأردن، تحتم على السلطات الأردنية أن تتخذ إجراءات فورية للتحقيق في وفاة ثلجي، ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال الطبي، وتحسين ظروف الاحتجاز لضمان احترام حقوق المحتجزين.