أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الاثنين، عن صدمتها البالغة جراء القصف الذي استهدف مسجد الصافية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والذي أسفر عن مقتل 75 مدنياً بينهم 11 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.
ودعت المنظمة الأممية إلى “إجراء تحقيق سريع وشامل”، مؤكدة أن الهجوم يمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وكان الجيش السوداني قد اتهم “قوات الدعم السريع” بشن غارة جوية على المسجد، الجمعة الماضية، قرب مخيم أبوشوك للنازحين، فيما لم تصدر قوات الدعم السريع تعليقاً حتى مساء الاثنين.
وفي بيانها؛ وصفت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، القصف بأنه “مروّع وغير مقبول”، مشددة على أن “قتل الأطفال وتشويههم أمر مشين ولا يمكن التسامح معه”، ومؤكدة ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع.
كما كشفت أن المدينة تعاني من حصار متواصل منذ أكثر من 500 يوم، ما يحرم الأطفال من الغذاء والمياه والرعاية الصحية، ويعرّض حياتهم لمخاطر جسيمة.
ولم يقتصر الهجوم على دور العبادة، حيث استهدفت طائرة مسيّرة صهريج مياه تدعمه اليونيسف، كان في طريقه لتزويد أكثر من 8500 نازح ومريض بالمياه النظيفة، مما يفاقم أزمة إنسانية متصاعدة مع ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال.
ويكتسب هذا الحادث بعداً قانونياً خطيراً، إذ تشدد اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية على ضرورة حماية المدنيين وأماكن العبادة من أي استهداف عسكري، فيما يعتبر نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أن توجيه هجمات متعمدة ضد المساجد أو أي مبانٍ مخصصة للعبادة يرقى إلى جريمة حرب.
كما أن استمرار الحصار المفروض على الفاشر منذ مايو/أيار 2024 يضع السكان تحت تهديد مباشر لحقهم في الحياة والصحة والغذاء والمياه، ويشير خبراء حقوق الإنسان إلى أنه يرقى إلى سياسة عقاب جماعي محظورة بموجب القانون الدولي.