بينما تعيش غزة تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 14 شهرًا؛ تتفاقم معاناة سكان القطاع مع دخول فصل الشتاء، حيث يواجه الأطفال وأسرهم خطر الموت نتيجة البرد القارس ونقص المأوى.
وفي هذا السياق؛ حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، من أن أطفال غزة يواجهون خطر الموت بسبب الطقس البارد ونقص المأوى، مؤكدًا أن المساعدات الشتوية الضرورية، مثل البطانيات والفرشات، ظلت عالقة منذ أشهر بسبب عدم السماح بدخولها من قبل السلطات الإسرائيلية.
وفي منشور على منصة “إكس”، شدد لازاريني على الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار فورًا، مع توفير تدفق فوري للإمدادات الأساسية التي تشتد الحاجة إليها، مشيرًا إلى وفاة أطفال نتيجة البرد الشديد في خيام النزوح القسري.
ووفقًا لتصريحات مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، توفي ثلاثة أطفال فلسطينيين خلال أسبوع بسبب انخفاض درجات الحرارة في خيام النزوح. ومن بين الضحايا، الرضيعة “سيلا محمود الفصيح” التي لم تتجاوز أسبوعين من عمرها، حيث قضت بسبب البرد القارس في منطقة “المواصي” غرب خان يونس.
وفي ذات المنطقة؛ توفيت أيضًا الطفلة “عائشة عدنان سفيان القصاص”، ما يسلط الضوء على الظروف المأساوية التي يعيشها عشرات الآلاف من النازحين، الذين يعتمدون على خيام مصنوعة من القماش والنايلون وسط شح في مستلزمات الحياة الأساسية.
ويعكس هذا الوضع المأساوي كارثة إنسانية تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ أرواح الأبرياء وإيقاف الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين.
وفي ظل استمرار هذه الكارثة الإنسانية، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يكتفي بالصمت أو الإدانة الرمزية، فالمطلوب هو اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف العدوان فورًا، وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات إلى غزة، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم أمام المحاكم الدولية.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر 2023؛ يشن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 153 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 11 ألف مفقود، فيما يعيش عشرات الآلاف من الفلسطينيين في شمال القطاع ظروفاً كارثية، مع انتشار المجاعة وانهيار كافة مقومات الحياة.