قالت منظمة العفو الدولية إن الحالة الصحية للأكاديمي الفلسطيني المعتقل في السعودية، محمد الخضري (83 عاماً) “تتدهور بشكل سريع في معتقله بالرياض”، مؤكدة حاجته إلى “رعاية طبية عاجلة”.
وأطلقت المنظمة حملة لمطالبة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بـ”ضمان نقل الخضري على الفور إلى المستشفى، لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة العاجلة التي يحتاجها، وإسقاط التهم الملفقة الموجهة إليه ولنجله الدكتور هاني الخضري، وإطلاق سراح الرجلين”.
وتؤكد الرسالة الموجهة إلى العاهل السعودي، على استمرار سلطات السجن السعودية في حرمان الخضري من الرعاية الصحية التي يحتاجها جراء إصابته بالسرطان، مشيرة إلى أن محاكمته ونجله التي حُكم عليه فيها بالسجن لمدة 15 عاماً مع خصم نصف المدة لكبر سنه “شابتها انتهاكات عديدة وخطيرة لحقوقهم في الإجراءات القانونية الواجبة، بما في ذلك الاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، والحبس الانفرادي”.
ولفتت إلى أن الخضري يعاني من سرطان البروستاتا، مؤكدة أن سلطات السجن لم تسمح له باستشارة طبيب متخصص منذ أكثر من عام، مما أدى إلى تدهور حالته.
وأضافت أنه فقد القدرة على الحركة في ذراعه اليمنى بسبب ظروف النوم القاسية في زنزانته، وفقد كذلك نصف سمعه، علاوة على ذلك؛ فهو يعاني من مشاكل في الأسنان بالجانب الأيسر من فمه، مما يؤدي إلى فقدان الأسنان وصعوبة في الأكل.
وأوضحت أن الخضري فقد وزنه بشكل ملحوظ، وهو يعاني حاليا من سلس البول، وانزلاق غضروفي، وآلام في الركبة، وهشاشة في العظام، وهشاشة عامة، مؤكدة أنه “على الرغم من وضعه المهدِّد لحياته؛ لم يُسمح للدكتور محمد الخضري بمقابلة اختصاصي أمراض السرطان أو طبيب أسنان، على الرغم من إدخاله المستشفى عدة مرات”.
ونقلت “أمنستي” عن أحد أقارب الخضري قوله: “لم أره قط في مثل هذه الحالة، فهو منهك جسديًا ونفسيًا”.
وقالت إن الدكتور هاني، نجل محمد الخضري، يعاني أيضاً من “فقر الدم، وحصى الكلى”، مؤكدة أنه “حُرم من الرعاية الطبية الكافية، بالإضافة إلى أنهما أصيبا بفايروس كورونا المستجد في السجن”.
وأضافت أنه “بالنظر إلى تقدمه في السن وتدهور صحته بشكل خطير؛ تقدم الدكتور محمد الخضري بعدة طلبات لقضاء عقوبة سجنه تحت الإقامة الجبرية، لكن السلطات السعودية لم تستجب حتى الآن”.
وأكدت “أمنستي” أن المعاملة والاعتقال تسببتا في ضغط شديد وضغوط نفسية على كل من الدكتور محمد الخضري ونجله هاني، مضيفة أن حرمانهما من الحصول على الرعاية الطبية الملائمة أدى إلى مزيد من التدهور في صحتهما، وخصوصا الدكتور محمد، مما “ينتهك حظر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة”.
وتابعت: “علاوة على ذلك؛ لا يزال كلا الرجلين محرومين من التواصل المنتظم مع عائلاتهما، حيث يمكن لسلطات السجن ببساطة إلغاء مكالمتهما الأسبوعية أو زيارتهما العائلية الشهرية دون تفسير”.
وفي 8 أغسطس/آب؛ قضت المحكمة الجزائية السعودية، بالحبس 15 عاما على الخضري، بتهمة دعم المقاومة، ضمن أحكام طالت 69 أردنيا وفلسطينيا، تراوحت ما بين البراءة والحبس 22 عاما.
وكانت السلطات السعودية قد قامت بحملة اعتقالات في فبراير/شباط من العام قبل الماضي شملت زهاء الـ70 أردنيا وفلسطينيا يعملون على أراضيها لعشرات السنين، قبل أن تحولهم إلى المحاكمة بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية.