يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية متصاعدة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي تستهدف البنية التحتية الصحية، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
وفي هذا السياق؛ وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأوضاع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بأنها “مروعة حقًا” مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية المكثفة على المنطقة.
وذكر غيبريسوس في منشور على منصة “إكس”، أن فرق منظمة الصحة العالمية وصلت إلى المستشفى قبل يومين، رغم ظروف القصف والاشتباكات، وتمكنت من تسليم 5 آلاف لتر من الوقود إلى جانب كميات من الغذاء والأدوية. كما جرى نقل 3 مرضى من المستشفى إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج الضروري.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي رفضت “تعسفيًا” السماح لأفراد من المنظمة بالوصول إلى مستشفى كمال عدوان الأسبوع الماضي، ما حال دون تواجد متخصصين في الرعاية الجراحية والتوليدية داخل المستشفى.
وأكد غيبريسوس أن القصف المتواصل في محيط المستشفى أدى إلى أضرار جسيمة في إمدادات الأكسجين وتعطل المولدات الكهربائية، ما زاد الوضع الصحي سوءًا.
ووصف الوضع هناك بأنه “مروع حقًا”، مجددًا دعوته إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة لـ”حماية الخدمات الصحية وإنهاء هذه الأوضاع الجحيمية”.
وبالتزامن مع هذه التطورات؛ أفادت مصادر طبية في مستشفى كمال عدوان عن وجود قتلى وجرحى فلسطينيين لم تتمكن الفرق الطبية من إنقاذهم بسبب استمرار القصف المكثف، وغياب القدرة على التدخل الجراحي.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبدعم أميركي، تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي خلفت نحو 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب 11 ألف مفقود. كما أسفرت عن مجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، ودمار هائل أخرج القطاع الصحي عن الخدمة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
ويعكس الوضع المتدهور في مستشفى كمال عدوان، بشكل صارخ، انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان الأساسية والمواثيق الدولية، التي تنص على حماية المدنيين والكوادر الطبية والمنشآت الصحية في أوقات الحرب، ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا للضغط من أجل وقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق؛ لإنقاذ حياة المدنيين العالقين في دائرة الموت.