في مشهد يعكس الطابع الإبادي للعدوان على غزة؛ يواصل الاحتلال استهداف المدنيين العزّل ومساكنهم، مخلّفاً مزيداً من القتلى والجرحى بين النساء والأطفال والنازحين، في جريمة تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وفجر اليوم الإثنين؛ قُتل عدد من المواطنين وأصيب آخرون في قصف جوي طال مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي في مجمع الشفاء الطبي بمقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة وإصابة آخرين، بعد أن دمّر طيران الاحتلال منزلهم في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
وفي جريمة أخرى؛ استهدفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في مواصي مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة سبعة آخرين، ما يؤكد أن مناطق الاحتماء المؤقتة لم تسلم من القصف، وهو ما يكشف سياسة ممنهجة لحرمان المدنيين من أي ملاذ آمن.
كما قُتل ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون عقب استهداف فريق يعمل على تأمين المساعدات الإنسانية في مدينة دير البلح وسط القطاع، في استهداف مباشر للمحاولات المحدودة لإغاثة الجوعى والمحاصرين.
ولم تقتصر الاعتداءات على القصف الجوي، إذ نفّذ جيش الاحتلال عمليات نسف واسعة في مناطق الزرقا وجباليا النزلة شمال القطاع، ودمّر عدداً من منازل المواطنين في حي الزيتون جنوب شرق غزة، ضمن سياسة الأرض المحروقة التي تهدف إلى تفريغ الأحياء السكنية وتجريف حياة المدنيين.
ويكشف تكرار استهداف العائلات داخل منازلها، واستهداف النازحين في خيامهم، والفرق التي تحاول تأمين الغذاء، بشكل واضح عن نية مبيتة لاقتلاع السكان من جذورهم عبر القتل والتجويع والتدمير الشامل.
إن ما يجري في غزة لا يمكن وصفه إلا بأنه إبادة جماعية ممنهجة، يواجه فيها شعب أعزل حرباً شاملة تستهدف وجوده الإنساني وحقه في الحياة.