قتل 36 فلسطينياً، السبت، في قصف مكثف شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، في إطار حرب إبادة جماعية متواصلة للشهر الـ21، تستهدف السكان المدنيين في القطاع المحاصر.
وأفاد شهود عيان ومصادر طبية بأن القتلى سقطوا جراء غارات جوية وقصف بالطائرات المسيّرة والمدفعية، استهدفت خياماً للنازحين ومدارس ومنازل، فضلاً عن إطلاق نار مباشر على تجمعات للمدنيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية.
وكان ثمانية من القتلى ضمن مدنيين تجمّعوا قرب نقطة توزيع مساعدات أميركية–إسرائيلية غربي رفح جنوب القطاع، حين فتح جنود الاحتلال نيرانهم على الحشود، في مشهد يتكرر وسط حصار خانق وجوع متفشٍ يحصد أرواح الأطفال والنساء.
وفي خان يونس جنوب القطاع، أدى قصف طائرة مسيّرة إلى مقتل طبيب وأربعة من أطفاله داخل خيمة تأوي نازحين في منطقة المواصي، كما قُتل أب وابنه في قصف مماثل استهدف خيمة أخرى قرب الميناء، وأدى القصف أيضا إلى اندلاع حرائق في الخيام، ما يُثير القلق بشأن استخدام ذخائر حارقة ضد المدنيين.
وفي مدينة غزة؛ قُتل سبعة أشخاص في قصف على مدرسة الإمام الشافعي في حي الزيتون، والتي كانت تؤوي نازحين، فيما قُتل ثلاثة آخرون بينهم طفلان في قصف على منزل قرب مدرسة الموهوبين بحي الشيخ رضوان، وأُصيب عدد من المدنيين. كما تضررت خيام نازحين نتيجة شدة القصف.
وفي وسط القطاع؛ قُتل شخصان في قصف على منزل بمخيم المغازي، بينما أسفر قصف جوي آخر على بناية سكنية بمخيم البريج عن مقتل شقيقين وعدد من الإصابات.
ويكشف تكرار استهداف المدارس والمخيمات، والنقاط التي يتجمع فيها المدنيون بحثاً عن الغذاء أو المأوى، عن سياسة متعمدة تهدف إلى جعل كل تجمع مدني هدفاً مشروعاً، بما يندرج ضمن أنماط موثقة من القتل المنهجي والتجويع الجماعي.
وتشكل هذه الجرائم التي تشمل القتل والحرمان من المساعدات وتدمير المرافق الحيوية، أركاناً صريحة لجريمة الإبادة الجماعية، وفق التعريف القانوني المعتمد في اتفاقية منع الإبادة لسنة 1948. ولا تترك هذه الأفعال مجالاً للشك بشأن النية المقصودة لإفناء جزء من السكان الفلسطينيين في القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة نحو 193 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، مع أكثر من 10 آلاف مفقود، وتفشي المجاعة، ونزوح جماعي لمئات الآلاف. ورغم وضوح الفظائع، تستمر العمليات العسكرية تحت غطاء دولي يكتفي بالتعبير عن القلق، في حين تُباد أجيال كاملة من دون أن تجد العدالة طريقها إلى التنفيذ.