تسبب النزاع الذي يقترب من إتمام شهره الثالث في السودان، بنزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، جراء القتال المستمر منذ 15 أبريل/نيسان الماضي بين جنرالات متناحرين، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 3 ملايين شخص اضطروا إلى مغادرة ديارهم، سواء للنزوح داخلياً أو الفرار إلى الخارج، وبلغ عدد الذين غادروا البلاد ما يقرب من 724 ألفاً بينما تجاوز عدد النازحين بالداخل 2.4 مليون.
وإضافة إلى الأعداد المتزايدة من النازحين، تسبب النزاع في سقوط أكثر من 2800 قتيل، على رغم أن كثيراً من المصادر الإغاثية ترجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
وتتركز المعارك في الخرطوم ومناطق قريبة منها، إضافة إلى إقليم دارفور (غرب)، إذ حذرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية من أن ما يشهده قد يرقى إلى جرائم حرب وضد الإنسانية، ويتخذ النزاع فيه أبعاداً عرقية أكثر فأكثر.
وتواصلت أعمال القصف والاشتباكات في العاصمة، حيث يعاني ملايين السكان صعوبات في تأمين المواد الغذائية وتوافر الخدمات الأساسية والكهرباء والمياه في ظل طقس شديد الحر.
وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن السودان بات على شفير “حرب أهلية شاملة” ستطاول تداعياتها كل المنطقة.
ويشكل القتل والهجمات التي تستهدف المدنيين والمستشفيات، انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، حيث يجب أن يكون المدنيون والمستشفيات في مأمن خلال النزاعات، ويحظر بشدة استهدافهم بأي طريقة.
وتعتبر هذه الانتهاكات الجسيمة مؤشرًا على انعدام الالتزام بالمعايير القانونية والأخلاقية الدولية، وتستدعي تدخلًا عاجلاً وفعالًا للمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، وضمان تقديم المسؤولين عنها للعدالة.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، قد دعت مؤخراً، الأطراف المتصارعة في السودان، إلى وقف المعارك الدائرة بصورة فورية، والسعي إلى حل سلمي عبر حوار وطني شامل.
كما دعت المنظمة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية، والدعوة إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ أرواح الأبرياء المعرضة للخطر.