أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في غارة شنّها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مدينة بنت جبيل جنوبي لبنان، معتبرةً أن استهداف المدنيين، ولا سيما الأطفال، يمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وجاء في بيان المنظمة: “إن استهداف الأطفال أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره. فلا يجوز أبداً أن يدفع أي طفل حياته ثمناً للنزاع. يجب أن تتوقف الأعمال العدائية فوراً لضمان حماية كل طفل”.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت، الأحد، أن الغارة الجوية على بنت جبيل أسفرت عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، في خرق جديد لاتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
ووفقًا لاتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الإضافية الملحقة بها، فإن استهداف المدنيين والأطفال يعد جريمة حرب. ويحظر القانون الدولي الإنساني بشكل واضح الهجمات العشوائية أو المتعمدة ضد السكان المدنيين.
كما أن اتفاقية حقوق الطفل (1989) التي صادق عليها لبنان ومعظم دول العالم، تلزم الأطراف المتعاقدة بحماية الأطفال من النزاعات المسلحة، وتؤكد حقهم في الحياة والأمان.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي – وفق بيانات رسمية لبنانية – ارتكب منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4,500 خرق، أسفر عما لا يقل عن 276 قتيلاً و613 جريحًا، إضافة إلى استمرار سيطرته على خمس تلال لبنانية منذ الحرب الأخيرة ومناطق أخرى يحتلها منذ عقود، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 1701.
إن مقتل الأطفال في بنت جبيل يعكس خطورة الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في لبنان، ويؤكد الحاجة الملحّة إلى تحرك دولي جاد لوقف الاعتداءات المتكررة وضمان المساءلة والمحاسبة عن جرائم الحرب.