في تصعيد خطير يفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، أُصيب 15 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، جراء غارات جوية أمريكية استهدفت مناطق مأهولة في العاصمة صنعاء، وفق ما أفادت به مصادر طبية في العاصمة.
وطالت الضربات الجوية منطقتي شارع الأربعين في سعوان وشارع المطار في مديرية بني الحارث، حيث أُصيب 14 مدنياً في الموقع الأول، ومدني آخر في الثاني، وذلك في حصيلة أولية مرشّحة للارتفاع في ظل صعوبة الوصول إلى الضحايا نتيجة الدمار الكبير.
وفي محافظة الجوف شمال البلاد، شنت المقاتلات الأمريكية فجر الاثنين 11 غارة جوية، بينها 8 غارات على مديرية الحزم، و3 غارات على مديرية خب والشعف، ما تسبب بحالة من الرعب في أوساط السكان، وسط غياب أي معلومات مؤكدة عن حجم الأضرار البشرية أو المادية حتى الآن.
وتأتي هذه الهجمات في إطار عدوان عسكري أمريكي متواصل منذ منتصف مارس/آذار الماضي، شمل أكثر من 1300 غارة وقصف بحري، وخلّف مئات القتلى والجرحى من المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية.
ويعكس المشهد في اليمن وضعاً إنسانياً مأساوياً تتزايد فيه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وسط استهداف مباشر وغير مبرر للأحياء السكنية والبنى التحتية المدنية، ما يهدد حياة السكان ويقوّض فرص السلام والاستقرار في المنطقة.
وتزامن العدوان الأمريكي مع استمرار الدعم العسكري التي تقدمه الولايات المتحدة لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 170 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في جرائم إبادة جماعية باتت تُرتكب يومياً على مرأى ومسمع العالم.
ويستمر المدنيون في اليمن وفلسطين بدفع الثمن الباهظ لسياسات عسكرية تتجاهل أبسط المبادئ الأخلاقية والإنسانية، في غياب تام لأي محاسبة دولية فعالة، أو تحرك جاد لوقف هذا النزيف المستمر.