ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمراكز توزيع ما يُسمى بالمساعدات الإنسانية إلى 75، إضافة إلى أكثر من 400 جريح منذ بدء تنفيذ هذا المخطط في 27 مايو/أيار الماضي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين.
وقالت الوزارة إن 35 مدنياً قتلوا يوم الأحد وحده، بينما أصيب العشرات أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات في مدينة رفح، والتي سرعان ما تحولت إلى ساحات قتل جماعي، نتيجة إطلاق نار مباشر من جنود الاحتلال على جموع المدنيين الجائعين.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أشار في بيان سابق إلى أن هذه الجرائم تشكل امتداداً لسياسة تجويع ممنهجة تمارسها قوات الاحتلال منذ ما يزيد على 90 يوماً، حيث بات استهداف المدنيين الباحثين عن الطعام يتم بشكل متكرر، في مناطق يُزعم أنها آمنة ومخصصة لتوزيع الإغاثة.
وقد بدأ الاحتلال في 27 مايو تنفيذ ما وصفه بـ”مخطط لتوزيع مساعدات إنسانية” عبر مؤسسة غير محايدة تُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، بدعم أمريكي، ودون إشراف الأمم المتحدة أو أي جهة إغاثية دولية. وتتم عمليات التوزيع داخل مناطق تُسمى “عازلة” في جنوب القطاع، إلا أن تلك المناطق أصبحت فخاخاً للقتل الجماعي، بفعل إطلاق النار المتكرر على الجموع البشرية التي تتدفق إليها بدافع الجوع واليأس.
ولا يمكن اعتبار استمرار استهداف المدنيين في مواقع التوزيع نتيجة لأخطاء أو اشتباكات عرضية، بل هو دليل على نهج مقصود لاستخدام الاحتياج الإنساني كسلاح للسيطرة والقمع، حيث إن إطلاق النار على الجياع، والتسبب المتعمد في تدافع وفوضى وسط انعدام الأمن، يكشف عن خطة مدروسة هدفها إخضاع السكان وتجريدهم من أي مساحة آمنة أو وسيلة للنجاة.
ويعكس النظام الحالي لتوزيع المساعدات، الذي يُدار خارج الأطر الإنسانية المعترف بها، تجاهلاً صارخاً للقيم الإنسانية والقانون الدولي، إذ تُمنع المنظمات المحايدة من أداء دورها، في حين يتم استخدام الطعام والدواء كوسيلة ضغط وابتزاز ضد سكان محاصرين ومحرومين من أدنى مقومات الحياة.
وفي هذا الإطار؛ أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أكدت أن آلية التوزيع التي يشرف عليها الاحتلال لا تلبي الاحتياجات الملحة، داعية إلى تمكينها من إيصال المساعدات بأمان إلى الفلسطينيين الذين يواجهون خطر المجاعة منذ مارس الماضي.
إن ما يجري في غزة لا يمكن فصله عن السياق الأشمل لحرب إبادة جماعية تنفذها قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، بأساليب تتراوح بين القصف واسع النطاق، والحصار، والتجويع، والتهجير القسري.
وخلفت حرب الإبادة حتى اليوم أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، أغلبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين دُمرت منازلهم، ولم يعد لهم مأوى ولا أمن.