التسريب الصوتي: حلقوا رؤوسنا بأدوات دون تعقيم، ونقبع في زنازين رديئة دون تهوية، مليئة بفضلات الطيور
تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عدد من الاستغاثات من ذوي معتقلين في سجن الوثبة في أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حول تفشي وباء كورونا داخل السجن وإصابة 30 معتقلاً على الأقل بالفيروس، واستمرار إهمال إدارة السجن وتجاهلها لاتخاذ أي إجراءات جادة لوقاية المعتقلين وحمايتهم من هذا الخطر.
في إفادتها للمنظمة قالت والدة أحد المعتقلين ـ والذين ظهرت عليه أعراض الإصابة بـCOVID-19 مؤخراً قالت “في اتصالات هاتفية تمت الأسبوع الماضي بيني وبين نجلي من داخل سجن الوثبة أخبرني ببدء ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا عليه بعد انتشار الفايروس بين عدد من المعتقلين داخل السجن، حيث أصيب بضيق في التنفس وأوجاع في الصدر، وسعال جاف وفقدان للشهية وحاسة الشم، وأخبرني أن إدارة السجن لم تقم باتخاذ أي إجراء لعزله أو الكشف عليه”.
وأفادت أسرة معتقل آخر داخل ذات السجن “ظروف الاحتجاز داخل سجن الوثبة تساعد على انتشار الوباء وتفشيه بين المعتقلين، لم تقم إدارة السجن بعزل المصابين الذين جاءت نتائج فحصهم إيجابية، ولم يتم تطبيق أي من إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، كما لم يتم منح المعتقلين كمامات للوجه إلا بعد التأكد من إصابة بعد المعتقلين بالمرض”.
وأشارت إلى أن ” ظروف احتجاز المعتقل -ع ـ قاسية وغير آدمية ازدادت سوءً ولم تتحسن بعد انتشار الوباء عالمياً، فهو محتجز في زنزانة بها ما يقرب من 80 معتقلاً، يُقطع عنها المياه معظم الوقت، ويتم التلاعب بحرارة الغرفة لتصبح غير ملائمة للفصول الأربعة، ففي فصل الشتاء على سبيل المثال يتم فتح مكيف الهواء عمداً دون مراعاة لبرودة الجو.
وزيادة في التنكيل بالمعتقلين، فإن سقف الغرف عبارة عن أسلاك وشبكات يسكنها الطيور وتضع أعشاشها بها، وهو ما أدى إلى أن تصبح الزنزانة مرتعاً لفضلات الطيور مع عدم توفير وسائل النظافة الأساسية لتنظيف الزنازين”.
كما تلقت المنظمة تسجيلا صوتيا مسربا من أحد المعتقلين في السجن قال فيه ” منذ بداية ظهور كورونا في الإمارات قام مدير الأمن في السجن الرائد أ . ح بتنقيلنا وخلطنا مع أقسام أخرى أربع مرات، مع أنّ خلطنا مع أقسام أخرى كان ممنوع في السابق كالسجناء الأمنيين وقامت الشرطة أثناء التنقيل بحلق رؤوس بعض النزلاء بماكينة حلاقة عامة بدون تعقيم كعقاب لهم.
وفي تاريخ21/5/2020 تم خلطنا مع قسم آخر نزلاؤه مصابون بالحمّى بأمر من شرطي اسمه م. ز بحجّة الفحص وتم فحص 34 نزيل في هذا التاريخ والنتيجة أتت سلبية لهم لكنّهم كانوا أحضروا الفيروس معهم للقسم وبعد حضورهم للقسم بدأت تظهر الأعراض على السجناء في القسم.
وفي تاريخ 28/5/2020 تم فحص باقي القسم 43 نزيل وأتت نتائج 31 منهم إيجابية أي 75٪ منهم أي أنهم مصابين بفيروس كورونا، ولا يوجد لدينا علاج أو رعاية طبية كافية، وأخبرَنا الممرضين في السجن أنّ وزارة الصحة لا توفر دواء كافي في السجن وأنّ السجن (سجن الوثبة) في حالة وباء، قسمنا بحالة غير صحية ومحاط بشبك دقيق جدا لا تدخله الشمس أو الهواء بطريقة كافية وتعيش الطيور فوقنا مع كل أوساخها تقريبا 100 طير أو أكثر”.
وأكدت المنظمة أن الخطر الذي يهدد سجن الوثبة الإماراتي هو نتيجة لاستهتار السلطات في التعامل مع خطر تفشي الوباء داخل السجن، ورفض الدعوات الحقوقية الدولية لتقليص عدد المحتجزين بالإفراج عن معتقلي الرأي وأولئك الذين لم توجه لهم اتهامات حتى الآن، واتباع إجراءات الوقاية اللازمة، لتعرض المعتقلين الآن لكارثة حقيقة بعد ارتفاع أعداد المصابين بشكل يومي.
وطالبت المنظمة الجهات المعنية في المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين في السجون الإماراتية المعرضين لخطر حقيقي تحت إدارة نظام لا يبدي أي احترام لحقوق الإنسان.
https://www.youtube.com/watch?v=MGVRqhuRHaM