لليوم الثاني عشر على التوالي تتواصل المذابح ويستمر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، في عدوان لم يشهد له القطاع مثيل حسب روايات سكانه الذين طالت بهم المعاناة لما يقرب من 20 عاما من الحصار المطبق وما يزيد على 5 حروب راح ضحيتها آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى.
حتى الآن أودى العدوان بحياة 3785 إنسان منهم 1524 طفلا و1000 سيدة و120 مسنًا، فيما بلغ عدد المصابين 12493 شخصًا، منهم 3983 طفلا و3300 سيدة. كما قُتل 44 كادرًا من الطواقم الطبية، وإصابة 70 آخرين، كما قُتل 11 صحفيًا وأصيب 20 آخرين، ولا يزال اثنان في عداد المفقودين.
كما أدى القصف إلى هدم آلاف المنازل وتشريد مئات الآلاف من سكان القطاع في ظل معاناتهم اليومية للحصول على مقومات الحياة الرئيسية من الطعام والماء والوقود والكهرباء بسبب قيام الاحتلال الإسرائيلي بقطع كافة الإمدادات الإنسانية عن القطاع، في قرار عقاب جماعي أقره وزير دفاع الاحتلال بعد أن نزع عن كافة السكان صفة الإنسانية.
وفي جريمة حرب تُعد من أبشع جرائم هذا العدوان، استهدفت قوات الاحتلال المستشفى المعمداني التي كانت مأوى لمئات الجرحى والمصابين وآلاف النازحين، في المقابل ظل المجتمع الدولي على موقفه المشين المتخاذل، ولم يدل إلا بتصريحات خجولة تأسف لسقوط الضحايا من الأطفال وتتعامى عن تحميل الاحتلال المسؤولية عن هذه المجزرة وغيرها من المجازر.
مازال الموقف الرسمي لدول كبرى في المجتمع الدولي كبريطانيا والولايات المتحدة مشينا يدعم المحتل الذي يرتكب أبشع الجرائم، في مواجهة الضحايا الذين تزهق أرواحهم كل يوم، وتدمر حياتهم بشكل كامل حتى صار ثلثي سكان القطاع على الأقل بلا مأوى مفتقدين لأي من مقومات الحياة، في ظل الاستهداف الإجرامي المكثف لمنازل المدنيين وشوارعهم ومنع كل سبل الحياة عن القطاع، مما أدى إلى تهالك البنية التحتية وتهاوي الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى انهيار القطاع الصحي بما ينذر بكارثة إنسانية جديدة.
القوى العالمية التي تسابقت لدعم جرائم الاحتلال بكافة الطرق ومارست في سبيل ذلك ما تمارسه الأنظمة القمعية من إخراس للأصوات المعارضة لسياستها وإرهابها، بل وتجريم حرية الرأي والتعبير، وقمع المتظاهرين، ومع علم تلك الحكومات بجرائم الحرب الإسرائيلية وما يعانيه المدنيين في القطاع لم تسع بأي وسيلة فعالة لإمداد طفل بالحليب أو على الأقل حماية روحه من القتل العمد الذي يمارسه الاحتلال يوميا دون تمييز على المجمعات السكنية ودور العبادة والبنى التحتية ومؤسسات الإغاثة وسيارات الإسعاف وأخيرا المستشفيات.
إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الدول تطالب الدول والهيئات والمنظمات التي عبرت عن رفضها لجرائم الاحتلال، وعن تضامنها مع الضحايا أن تترجم المواقف الرافضة إلى تحركات فعالة لم تضف أي تحركات فعالة واتخاذ خطوات دبلوماسية وحقوقية ملموسة للضغط على الاحتلال والقوى الداعمة له لتضع حدا لتلك الجرائم، وفتح المجال للدول والهيئات الإنسانية والإغاثية لإمداد القطاع بالمساعدات اللازمة له بشكل فوري.