في سياق العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن، قتل 68 مهاجراً أفريقياً وأصيب 47 آخرون بجروح خطيرة، إثر غارات جوية استهدفت مركزاً لإيواء المهاجرين غير النظاميين في مدينة صعدة شمالي البلاد، وفق مصادر طبية محلية.
ودمّر الهجوم الجوي مبنى كان يؤوي أكثر من 115 مهاجراً أفريقياً، بينما لا تزال جهود الإنقاذ مستمرة لانتشال عشرات المفقودين من تحت الأنقاض. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو دماراً واسعاً في الموقع المستهدف، وسط عمليات إسعاف لجرحى إصاباتهم بين المتوسطة والحرجة.
ووفق شهادات ميدانية؛ فإن أحد الصواريخ المستخدمة في الغارات لم ينفجر، وتتعامل معه فرق الطوارئ بحذر لتفادي وقوع كارثة إضافية. ويخضع المركز الذي تعرض للقصف لإشراف منظمات دولية إنسانية، بينها منظمة الهجرة الدولية والصليب الأحمر.
وينص القانون الدولي الإنساني بوضوح على حماية المدنيين والمنشآت ذات الطابع الإنساني خلال النزاعات المسلحة، ويُعد استهداف مراكز الإيواء جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والنظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية.
ويُحظر بموجب هذه القوانين شن أي هجوم يستهدف أشخاصاً غير مشاركين في العمليات العدائية، أو مبانٍ تستخدم لأغراض إنسانية محايدة، مما يجعل هذه الجريمة مدخلاً لتحقيق دولي عاجل ومحاسبة المسؤولين عنها.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الغارات الأمريكية التي طالت العديد من المنشآت المدنية في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، حيث أقرت القيادة المركزية الأمريكية بتنفيذ أكثر من 800 غارة منذ منتصف مارس 2025، في اعتداءات خلفت مئات القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير أعيان مدنية كالأحياء السكنية والموانئ والمستشفيات.
ويتزامن التصعيد الأمريكي مع دعم مفتوح لعدوان الاحتلال على قطاع غزة، الذي تسبب منذ أكتوبر 2023 في مقتل وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، وسط اتهامات متصاعدة بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
ورغم فداحة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في اليمن وفلسطين، تستمر القوى الدولية في التزام الصمت، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب ويزيد من معاناة الشعوب في مناطق النزاعات.