يمارس الاحتلال الإسرائيلي سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين، حتى تحولت مشاكل بعضهم الصحية إلى أمراض مزمنة يصعب علاجها، ومنهم من توفي جراء ذلك.
ومن هؤلاء الأسرى الذي تدهورت صحتهم بشكل ملحوظ، حتى باتت حياتهم مهددة في أي لحظة، الأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد، الذي أكد شقيقه في تصريحات إعلامية، أنه لا توجد خطة علاجية واضحة لعلاجه، سواء بالدواء، من حيث نوعيته وتوقيته ومتابعته، أو بجلسات العلاج الكيماوي التي يجب أن تكون ضمن برنامج محدد.
وقال محمد أبو حميد، إن “الإنسان المريض بالسرطان يستوجب رعاية طبية حثيثة ومراقبة ومتابعة من قبل الأطباء لحالته، وأن يتم وضع خطة علاجية له بناء على الإمكانيات الموجودة من العلاج الكيماوي والإشعاعي”.
وأوضح أن “العلاج يقدم لناصر بشكل عشوائي، ومن البداية كان هناك تأخير في تشخيص الورم، وخضع لعملية جراحية بناء على تشخيص خاطئ على أنه إزالة ورم التهابي، وتبين بعد ذلك أنه ورم خبيث، وبالتالي فإن العملية الجراحية التي كانت أجريت له في حينها غير ملائمة لطبيعة المرض الذي يعاني منه ناصر”.
وتابع محمد: “على إثر ذلك؛ فإن الخطوة الطبية الخاطئة أدت إلى نتيجة سلبية، وإلى تدهور حالته الصحية وتراجعها بشكل واضح، خصوصاً بعد رفض إدارة السجون إبقاءه تحت المراقبة والرعاية الطبية في المستشفى المدني، وإعادته إلى غرف السجن العادية التي تفتقر إلى البيئة الصحية”.
وشدد على أن الوضع الصحي لشقيقه ناصر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث يعاني من دوار دائم وأصبح يدخل بنوم عميق وبالكاد يستفيق لتلقي جرعة ماء وتناول الطعام، ويواجه صعوبة بالحركة، وبدأ يشعر بفقدان الإحساس بأطرافه وضيق دائم بالتنفس، وما زالت تلازمه أنبوبة الأكسجين، ولا يقدم له أي علاج سوى المسكنات، والتي يوجد نقص بها.
وقال محمد إن الفحوصات الأخيرة (قبل أسبوع) أظهرت “تفشي الخلايا السرطانية في كافة أنحاء جسده، ومن ضمنها الرأس والعظام، وحسب ادعاء الطبيبة المختصة بعلاجه، لا يوجد علاج يمكن تقديمه له غير أن يكون شخص مرافق حوله، وطالبت من خلال توصياتها بفحص إمكانية إطلاق سراحه حتى يكون في أيامه الأخيرة بين أفراد عائلته”.
ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال نحو 600 أسير، يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 23 أسيراً مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.