قُتل الصحفي فادي خليفة، مساء الأحد، جراء قصف مباشر نفذته قوات الاحتلال، أثناء تفقّده منزله في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ليرتفع عدد قتلى الصحفيين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 231، في واحدة من أكثر الفصول دموية بحق العاملين في حقل الإعلام.
ولم يكن خليفة الصحفي الوحيد الذي طالته نيران الاحتلال خلال يوم واحد؛ فقد سبقه بساعات الصحفي حسام صالح العدلوني، الذي قُتل مع زوجته وأطفاله الثلاثة، عبد الرحمن وشهد وفيروز، عقب قصف استهدف خيمتهم في منطقة القرارة شمال مدينة خان يونس.
ولم تعد الهجمات الممنهجة التي تستهدف الصحفيين في غزة حوادث معزولة، بل تأتي في سياق سياسة متصاعدة لإسكات كل صوت مستقل أو شاهد محتمل على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، ليصبح استهداف الإعلاميين جزءًا من آلة الحرب التي لا تفرّق بين مدني ومقاتل، ولا بين بيت ومستشفى، ولا بين كاميرا وسلاح.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأُبيدت أحياء بأكملها من دون إنذار أو ممرات آمنة، على مرأى من العالم، دونما رادع قانوني أو أخلاقي يوقف هذه المجازر الجماعية.
ومع دخول الحرب يومها الـ647، لا تزال آلة القتل مستمرة، ولا يزال المدنيون في قطاع غزة يُستهدفون عمدًا وبشكل متكرر، في خرق صريح لكل الأعراف القانونية والإنسانية.
ويشير الاستهداف المكرر للصحفيين والعاملين في الحقل الإنساني والطبي، بوضوح إلى أن الاحتلال لا يكتفي بتدمير الحجر، بل يسعى إلى طمس الصورة والكلمة، ودفن الشهود مع الضحايا.
إن مقتل خليفة والعدلوني مع عائلاتهم، ليس مجرد رقم جديد يُضاف إلى حصيلة الضحايا، بل هو جريمة موصوفة تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي تستدعي المحاسبة لا الصمت.