في تطور خطير؛ تعرّضت سفينة مدنية تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة لهجوم بطائرة مسيّرة ليل الخميس/الجمعة أثناء إبحارها في المياه الدولية بالبحر المتوسط، قرب جزيرة مالطا.
ووفق “تحالف أسطول الحرية” فإن السفينة التابعة له استُهدفت مقدمتها مرتين، ما أدى إلى اندلاع حريق وثقب في الهيكل.
وقد وقع الهجوم في الساعة 00:23 بتوقيت مالطا، ما أجبر طاقم السفينة على إطلاق نداء استغاثة (SOS)، بينما كانت السفينة ما تزال في المياه الدولية. ورغم مرور ساعات على النداء، لم ترد السلطات المالطية بعد، ما يضع علامات استفهام على مدى التزامها بمسؤولياتها البحرية المباشرة.
وطالب التحالف الحكومة المالطية بالتدخل العاجل لإنقاذ السفينة، انطلاقاً من موقعها القريب ومقتضيات القوانين الدولية التي تلزم الدول الساحلية بتقديم المساعدة الفورية لأي سفينة مدنية في خطر ضمن نطاقها البحري القريب.
وكانت السفينة في طريقها إلى غزة ضمن محاولة مدنية جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي، وهي محمّلة بإمدادات إنسانية وطبية حيوية، في تحرك يمثل جزءاً من سلسلة مبادرات مدنية سلمية لإيصال الدعم إلى سكان القطاع، الذين يعيشون ظروفاً إنسانية متدهورة بفعل الحصار المتواصل منذ أكثر من 17 عاماً.
ولا تزال الجهة التي نفّذت الهجوم مجهولة حتى الآن، ما يشير إلى خطورة الحادث، ويزيد الغموض بشأن دوافعه.
ويعكس هذا الاستهداف استمرار محاولات إفشال الجهود المدنية والإنسانية باستخدام وسائل عسكرية دون الإعلان عن مسؤولية رسمية.
ويحظر القانون الدولي استهداف السفن المدنية في المياه الدولية، وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. كما أن اتفاقيات جنيف تؤكد على حماية القوافل الإنسانية والسفن غير المسلحة في النزاعات، خاصة إذا كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى مناطق محاصرة.
ويُعد السكوت الدولي عن مثل هذه الحوادث تفريطاً في مبادئ العدالة وتهديداً لمنظومة الحماية الدولية للمبادرات الإنسانية. ويؤكد استهداف السفينة أن أي تقاعس في التحرك والمحاسبة قد يفتح المجال لتكرار مثل هذه الانتهاكات في وضح النهار.