قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن نجاح النظام السعودي في الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي وصمة عار في تاريخ الرياضة الإنجليزية لما يمتلكه هذا النظام من سجل وحشي ودموي ضد حقوق الإنسان مليء بالقمع والاستبداد وقتل المعارضين وارتكاب جرائم حرب في اليمن.
وأوضحت المنظمة أن تحالف اقتصادي سعودي نجح في إتمام صفقة لشراء نادي نيوكاسل يونايتد بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني، مشيرة أن هذه الخطوة هي أحدث محاولات النظام الدموي لتبييض صورته.
وبينت المنظمة أنه بعد الصفقة التي أُعلن عنها الخميس 07 أكتوبر/تشرين الأول- فإن السعودية أصبحت تمتلك 80٪ من أسهم النادي الشهير، وبالرغم من التبريرات التي ساقها المسؤولين في الدوري الإنجليزي الممتاز لإنجاز الصفقة إلا أنها تبريرات واهية تؤكد انتصار المادة على القيم والمبادئ والأخلاق وستوسع من دائرة المخدوعين بالنظام السعودي الذي يسعى لغسل جرائمه وانتهاكاته.
وذكرت المنظمة أن صندوق الثروة السيادية -الذي يرأسه ولي العهد السعودي- والذي تمت الصفقة من خلاله له سجل حافل بالدموية والانتهاكات الجسيمة، إذ كشفت التحقيقات والتقارير أنه وفر الطائرات التي نقلت قتلة الصحفي جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول ونفذوا عملية الاغتيال في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.
وأضافت المنظمة أن صندوق الثروة السيادية يقف أيضاً وراء مشروع بن سلمان الضخم “نيوم” الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار، والذي يقوم على أنقاض منازل الآلاف من أبناء قبيلة الحويطات الذين بدأت السلطات في تهجيرهم قسرا، عبر مداهمات دموية تسببت في مقتل عبد الرحيم الحويطي- من أفراد القبيلة- وحملات اعتقالات واسعة ضد الذين يتجرؤون على التعبير عن معارضتهم للمشروع.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها النظام السعودي “غسل” صورته عبر الرياضة، حيث سبق وسمح الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم لريال مدريد وبرشلونة وغيرهما بإقامة مباريات على أراضي المملكة، لكن التلفزيون الإسباني قاطع البث بسبب سجل الدولة الخليجية المروع في مجال حقوق الإنسان.
السجل الوحشي كان سبباً أيضاً في رفض لاعب الجولف الشهير تايجر وودز أن يكون جزءً من البطولة السعودية الدولية رغم العرض المغري الذي تلقاه لحضورها، حيث عُرض عليه مبلغ 3 ملايين دولار، كما قال لاعب الجولف روري ماكلروي إن “الأخلاق” كانت أحد أسباب رفضه المشاركة في تلك البطولة أيضاً.
في هذا الصدد، دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا لاعبي نيوكاسل يونايتد وأنصاره إلى اتخاذ مواقف مشابهة لتلك الأمثلة الشجاعة والوقوف في وجه ديكتاتورية ووحشية النظام السعودي دفاعاً عن حقوق الإنسان.
كما دعت المنظمة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى رفض هذه الصفقة، لما سينتج عنها من تأثير سلبي على سمعة البطولة والرياضة الإنجليزية ككل.
وأكدت المنظمة أن كرة القدم – أو “اللعبة الجميلة” كما تُعرف داخل المملكة المتحدة- هي لعبة شعبية يهتم بها الناس العاديين للترفيه عن أنفسهم وإضفاء معنى جميل لحياتهم، لكن مع هذا الاستيلاء السعودي على نيوكاسل يونايتد فإن الأموال من التذاكر والبضائع وحقوق البث سوف تجد طريقها إلى جيوب النظام السعودي الملوثة بدماء الأبرياء، حيث سيتم إنفاقها على القتل والتعذيب والقمع.
وناشدت المنظمة جميع مشجعي كرة القدم – مهما كان فريقهم – لاتخاذ موقف شجاع ومشرف للحفاظ على “اللعبة الجميلة” والنضال من أجل طرد النظام السعودي من عالم كرة القدم الإنجليزية.