تم التحقيق مع ألف من المعتقلين بتهمة التظاهر بينما ظل مصير الباقين مجهولا حتى الآن
القضاء المصري تحول إلى أداة قمع بيد النظام للتنكيل بالمعارضين
نددت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بقيام الأجهزة الأمنية المصرية باعتقال الناشط والمدون المصري علاء عبد الفتاح صباح اليوم واقتياده إلى جهة غير معلومة، مؤكدة أن هذا السلوك يعكس النهج الذي تتبعه السلطات المصرية في إرهاب الشعب ضمن محاولات النظام المستمرة وأد أي تحرك احتجاجي عبر التنكيل بكل الرموز والنشطاء حتى أولئك الذين لا صلة لهم بالدعوة للتظاهرات الأخيرة.
وأوضحت المنظمة أن السلطات المصرية اعتقلت عبد الفتاح صباح الأحد 29 سبتمبر/أيلول الجاري من داخل قسم شرطة الدقي أثناء تواجده لتنفيذ حكم المراقبة الصادر ضده، واقتادته إلى جهة مجهولة، بينما أفادت مصادر في القسم شقيقته بشكل غير رسمي أنه سينتقل إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه في اتهامات جديدة.
وذكرت المنظمة أن عبد الفتاح كان قد حُكم عليه بالسجن خمس سنوات في فبراير/شباط 2015 على خلفية إحدى قضايا معارضة السلطات، اتهم بها في العام 2013، وشمل الحكم عقوبة تبعية بالخضوع للمراقبة لخمس سنوات أخرى بعد الإفراج عنه.
وبينت المنظمة أن اعتقال عبد الفتاح يأتي ضمن حملة اعتقالات مكثفة، طالت كافة الرموز السياسية والحزبية والنشطاء، بالإضافة إلى اعتقال مئات المواطنين بشكل عشوائي من نقاط التفتيش المنتشرة على الطرق بعد تفتيش هواتفهم المحمولة، وما يدونوه على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأضافت المنظمة أن أعداد المعتقلين في الأيام الأخيرة جاوز الـ 2000 شخص، قالت النيابة المصرية في بيان لها مساء الخميس 26 سبتمبر/أيلول بالتحقيق مع ألف منهم على خلفية مشاركتهم أو الدعوة لمظاهرات مخالفة للقانون، بينما يظل مصير الباقون مجهولا حتى الآن.
وأكدت المنظمة أن القضاء المصري تحول إلى أداة قمع بيد النظام حيث يشارك بشكل مباشر في التنكيل بالمعتقلين، بحرمانهم من كافة الحقوق القانونية، وإصدار قرارات تعسفية من قبل النيابة العامة بحبسهم احتياطيا لفترات طويلة قبل عرضهم على دوائر قضائية مدنية وعسكرية مُعدّة للحكم عليهم بأحكام قاسية دون أدلة.
وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة والفريق العامل المعني بالاعتقال التعسفي بالتدخل العاجل للضغط على السلطات المصرية للإفراج عن كافة المعتقلين على خلفية ممارستهم لحقهم الطبيعي في حرية الرأي والتعبير والاحتجاج السلمي.