قال ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) في جنيف راميش راجاسينغهام، إن “المدنيين بلا حماية في قطاع غزة“.
وأضاف راجاسينغهام في كلمة بمجلس الأمن الدولي المنعقد لبحث الأوضاع في فلسطين، أن “الموت والدمار والصدمات والمعاناة التي لا يمكن تصورها” يجب أن تشكل تحديا للوعي الجماعي للإنسانية.
ولفت إلى مقتل أكثر من 32 ألف قتيل، وإصابة أكثر من 75 ألف جريح، وتهجير 75 بالمئة من سكان غزة قسرا، وتضرر 60 بالمئة من المساكن.
ورأى راجاسينغهام أن “من الواضح جدا أنه لا توجد حماية للمدنيين في غزة”، مستشهدا على ذلك بمقتل 7 من عمال الإغاثة جراء قصف إسرائيلي لسيارات منظمة المطبخ المركزي العالمي، في الأول من أبريل/نيسان الحالي.
وتابع: “للأسف؛ لا يمكننا أن نقول إن هذا الهجوم المأساوي حادثة فردية في هذا الصراع”.
ودعا إلى إجراء تحقيق فوري في الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه، وفقا للقانون الإنساني الدولي، مضيفا أنه “يمكن لجميع الدول الأعضاء، بل وينبغي لها، استخدام صلاحياتها لمنع ووقف انتهاكات القانون الإنساني الدولي من خلال الضغط الدبلوماسي والاقتصادي، وجعل صادرات الأسلحة مشروطة بالامتثال لقواعد الحرب، والتعاون في مكافحة الإفلات من العقاب”.
وأشار راجاسينغهام، إلى أن بعض منظمات الإغاثة الأخرى أوقفت أنشطتها في غزة كإجراء احترازي بسبب الهجوم على فريق المساعدات التابع للمطبخ المركزي العالمي، محذراً من أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي السيئة فعليا لسكان غزة.
من جهته؛ قال جانتي سويريبتو، رئيس منظمة “أنقذوا الأطفال” المدافعة عن حقوق الأطفال الدولية، إن أكثر من 220 من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية قتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأضاف سويريبتو أن عمال الإغاثة استجابوا للوضع في غزة في إطار المبادئ الأخلاقية، في حين أن الأعضاء الممثلين في مجلس الأمن الدولي لم يفعلوا ذلك، لافتاً إلى موت الأطفال من الجوع والعطش في غزة جراء المنع المنهجي والمتعمد لوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع لعدة أشهر.
وتابع: “إذا جلست هنا وقرأت أسماء وأعمار الأطفال الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر، فهذا سوف يستغرق أكثر من 18 ساعة”.
وأشار إلى أن العدد الإجمالي للأطفال القتلى في غزة، أكبر من عدد الأطفال الذين قتلوا في النزاعات المسلحة حول العالم في السنوات الأربع الماضية.
وذكر سويريبتو أن 350 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة معرضون لخطر الموت بسبب “المجاعة المصطنعة”.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة.