بعد 27 يوماً من عدوان الاحتلال على قطاع غزة؛ بلغت حصيلة القتلى من الموظفين التابعين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) 70 قتيلاً، قضوا تحت القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال مفوض عام الوكالة فيليب لازاريني، في تصريحات إعلامية، خلال زيارته إلى غزة منذ بدء الحرب: “جئت اليوم إلى غزة لأول مرة، أردت أن أزور مركز إيواء هنا، وهو عبارة عن مدرسة مزدحمة جداً تعرضت للقصف مؤخراً، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 80 آخرين”.
وأعرب لازاريني عن “صدمته إزاء رؤية الجميع في غزة، لا سيما الأطفال، يطلبون الطعام والماء”، مضيفا: “لم يسبق لي رؤية وضع مماثل لذلك في غزة عندما كنت أجري زيارة بعد أي تصعيد”.
وأضاف المسؤول الأممي أن “فريق عمل الأونروا يدفع ثمناً باهظاً في غزة، لا سيما بعد فقدان 70 من زملائنا”.
ولفت إلى أن “معظم فريق العمل يواجهون نفس معاناة سكان غزة من حيث إخلاء المنازل، والكفاح يوميا للحصول على ماء وطعام، ورغم ذلك يستمرون في الحفاظ على التزامهم بالعمل مع المجتمعات المتضررة على مدار الساعة، بهدف جعل المستحيل ممكنا”.
وردا على تساؤلات حول إذا ما كانت الأونروا ستواصل عملها في غزة أم لا، قال: “بالطبع رسالتي هي أن الأونروا تبقى إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين في غزة”.
كما سلط الضوء على حقيقة نقص الطعام والمياه والوقود في غزة، قائلاً: “نعلم أن الوقود هنا في غزة هو كل شيء، لأننا بدون وقود لا يمكننا تشغيل المولدات الكهربائية والمخابز والمشافي وضخ المياه”.
واختتم حديثه بالقول: “الجميع يطلب مني في غزة أن أستمر أكثر من أي وقت مضى بنقل رسالة تطالب بهدنة إنسانية، ووقف لإطلاق نار”.
وفي حصيلة سابقة، قالت “أونروا” الاثنين في تقرير نشرته الوكالة عبر موقعها الرسمي، إن 63 من موظفيها قتلوا في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
ومنذ 7 أكتوبر يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على الأحياء السكنية في القطاع أحدثت دمارا هائلا، قتل خلالها نحو 9 آلاف فلسطيني، أكثرهم من النساء والأطفال والمسنين، فيما أصيب 22219، ودُمرت أحياء مدنية بالكامل، ما تسبب بوضع إنساني كارثي.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.