قُتل 20 مدنياً فلسطينياً منذ فجر اليوم الجمعة، في سلسلة غارات جوية نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، في تصعيد دموي جديد يُضاف إلى سجل حرب الإبادة الجماعية المستمرة على القطاع.
وتوزعت الغارات على عدد من المناطق المكتظة بالمدنيين في شمال ووسط وجنوب القطاع، حيث قُتل فلسطيني في قصف استهدف مفترق الشهداء الستة في مخيم جباليا شمالاً، فيما أودى قصف آخر بحياة اثنين من المدنيين كانوا متجمعين غرب المخيم ذاته.
وفي جباليا البلد؛ استهدف الاحتلال منزلاً سكنياً مقابل برج السلطان، مما أدى إلى مقتل امرأة فلسطينية وإصابة آخرين، في حين سقط ثلاثة قتلى جراء قصف مباشر لتجمع مدنيين في حي الصفطاوي شمال القطاع.
وكانت منطقة جباليا النزلة قد شهدت فجراً مجزرة جديدة راح ضحيتها سبعة مدنيين، كما قُتل اثنان آخران إثر استهداف مركبة مدنية في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وفي مشهد يعكس الاستهتار المطلق بأرواح المدنيين، قصف الاحتلال خيمتين للنازحين غرب خان يونس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، نقلوا إلى مجمع ناصر الطبي، كما قتل فلسطيني وأصيب آخرون بالرصاص في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح.
ويأتي هذا التصعيد الدموي في سياق حرب إبادة متواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت حتى الآن نحو 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، معظمهم تحت أنقاض المنازل المستهدفة.
ويعيش نحو 1.5 مليون إنسان في القطاع دون مأوى، بعدما دمرت آلة الحرب الإسرائيلية منازلهم، بينما تُغلق المعابر بوجه المساعدات الإنسانية، مما تسبب في مجاعة متفاقمة، وحالات وفاة نتيجة الجوع ونقص الدواء. الحصار الذي فُرض على غزة منذ 18 عاماً تحوّل إلى خنق كامل للحياة، ووسيلة ضغط جماعي تستهدف تدمير القدرة على البقاء.
ويشكّل ما يحدث في غزة نموذجاً واضحاً لما يُصنّف قانونياً كجريمة إبادة جماعية، إذ تُستهدف فيه الجماعة المدنية الفلسطينية بصفتها القومية بشكل ممنهج، عبر عمليات قتل جماعي، وتهجير قسري، وتجويع متعمد، وتدمير واسع للبنية التحتية والمرافق الصحية.
وفي المقابل؛ يواصل المجتمع الدولي صمته المطبق، فيما تُمارس هذه الجرائم بدعم سياسي وعسكري علني من بعض القوى الدولية الكبرى، ما يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية عميقة بشأن فعالية النظام الدولي لحماية المدنيين، ومنظومة العدالة الدولية في مواجهة الإبادة الحديثة.