قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن مقتل ثلاثة فلسطينيين جراء استهداف سيارتهم في جنين بواسطة طائرة مسيرة يأتي في إطار سياسة منهجية يتبعها الاحتلال الهدف منها إيقاع أفدح الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين.
وأوضحت المنظمة أنه مساء الأربعاء 20 مارس/آذار 2024 شن الاحتلال الإسرائيلي هجمة جوية استهدفت سيارة بها مواطنين في فلسطينيين أثناء مرورها في الشارع المحاذي لمستشفى ابن سينا، ما نتج عنه مقتل ثلاثة بعد تفحم جثثهم، وإصابة رابع بجروح خطيرة، فضلًا عن الخسائر البشرية والمادية الأخرى التي طالت منطقة الاستهداف عند أطراف مخيم جنين.
وبينت المنظمة أن القتلى الثلاثة هم: أحمد هاني بركات، ومحمود رحال، ومحمد الفايد، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 437 شخصًا -بينهم أطفال- منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث صعدت قوات الاحتلال من ممارستاها القمعية وهجماتها الوحشية ضد الفلسطينيين في كافة أنحاء فلسطين على خلفية العدوان الذي تشنه على قطاع غزة والذي نتج عنه مقتل قرابة 31 ألف مواطن وإصابة نحو 74 ألف آخرين، فضلًا عن فرض حصار قاتل تسبب في مجاعة طاحنة توفي على إثرها المئات حتى الآن.
ولفتت المنظمة أنه بالإضافة إلى عمليات القتل بدم بارد التي ينفذها الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، تشن سلطات الاحتلال حملات اعتقال شرسة في صفوف المواطنين الفلسطينيين، طالت حتى الآن نحو 7700 مواطنًا، كما يتم شن هجمات جوية ومداهمات واقتحامات للقرى والمدن المختلفة تكون مصحوبة باعتداءات وحشية على المواطنين، تسببت حتى الآن في إصابة نحو 4700 شخصًا حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
وأكدت المنظمة أن ما حدث مع المواطنين الثلاثة من تصفية جسدية مباشرة، وبغض النظر عن دوافع الاحتلال أو الروايات التي يرددها، هي جرائم حرب تستوجب تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوضع حد لآلة القتل الإسرائيلية وحماية أرواح الفلسطينيين الذين لا يطالبون إلا بحقهم في الحياة والحرية وتقرير المصير.
وشددت المنظمة على ضرورة محاسبة القادة والجنود الإسرائيليين المتورطين في قتل الفلسطينيين وانتهاك حقهم في الحياة، مؤكدة أن سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الفلسطينيين يؤدي إلى تفاقم العنف ويزيد من الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.
وأكدت المنظمة أن العدالة والمساواة أمام القانون هي الأساس لأي سلام دائم وعادل في المنطقة، وأن تحقيق العدالة يتطلب من المجتمع الدولي والمحاكم الدولية الاعتراف بالجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتحميل المسؤولين عنها المسؤولية الكاملة دون مواربة، مشددة على أن غياب المحاسبة يشجع على استمرار الانتهاكات ويخلق بيئة من الإفلات من العقاب، ما يضر بالعدالة والسلم الدولي.
ودعت المنظمة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى اتخاذ خطوات فعلية لضمان تطبيق القانون الدولي بشكل متساو وعادل، والعمل على وضع حد للمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من خلال وقف العدوان وجرائم الإبادة وجرائم الحرب في قطاع غزة والضفة وكل الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال.