بالتزامن مع عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ103 على التوالي؛ يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته في مدن وقرى الضفة الغربية، والتي تسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق؛ أقدم جيش الاحتلال فجر الثلاثاء، على إعدام أربعة شبان فلسطينيين، في قصف طائرة مسيّرة، استهدف حارة التمام في مخيم طولكرم.
واستهدفت الطائرة المسيرة مجموعة من الشبان، ما أدى إلى مقتل الشبان الأربعة، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه نقلت جثامين أربعة قتلى من داخل مخيم طولكرم جراء قصف إسرائيلي، إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم.
وكانت قوات الاحتلال قد منعت مركبات الإسعاف والهلال الأحمر الفلسطيني من الدخول إلى المخيم لنقل المصابين من المكان المستهدف.
وحاصرت قوات الاحتلال مكان القصف، وانتشرت الدوريات الراجلة في محيطه.
وكانت قوات كبيرة من آليات الاحتلال ترافقها جرافتان عسكريتان، قد اقتحمت فجرا مدينة طولكرم من محاورها الغربية والشمالية والجنوبية، مرورا بشارع دوار العليمي “المحاكم”، ودوار شويكة، وشارع جامعة القدس المفتوحة، وشارع نابلس، باتجاه مخيم طولكرم.
وحاصرت قوات الاحتلال مخيم طولكرم من مداخله كافة عبر نشر آلياتها في الشوارع والأحياء المؤدية إليه، ونشرت قناصتها في البنايات العالية على مدخل المخيم والمحاذية والمحيطة به، عُرف منها بنايات نسيم الضميري، والشافعي، والزغل، والصليبي.
وتمركزت عدد من الآليات عند مداخل مستشفيي الاسراء التخصصي في الحي الغربي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي القريب من المخيم، ومنعت الخروج منه أو الدخول إليه، وعند مدخل مركز الإسعاف في الحي الجنوبي للمدينة، حيث احتجزت طواقمه، وفتشت مركبات الإسعاف ومنعتها من التحرك.
وشرعت جرافات الاحتلال بتجريف مدخل المخيم الشمالي وشارع مدارس الوكالة وشارع حارة العكاشة، وتخريب البنية التحتية وممتلكات المواطنين من مركبات وجدران، ومداخل عدد من المنازل والمحلات التجارية، ونصبا تذكاريا، في الوقت الذي اقتحمت حارات الربايعة والغانم والنادي والبلاونة، ونشرت “المشاة” في أزقتها.
وذكر الهلال الأحمر وجود إصابتين داخل مخيم طولكرم، إصابة بالرصاص الحي في الفخذ، والأخرى بشظايا الرصاص الحي في العين.
وأوقفت قوات الاحتلال مركبة على شارع نابلس بمدينة طولكرم وأنزلت ركابها منها واحتجزتهم وأخضعتهم للاستجواب، قبل أن تعتقلهم، دون معرفة هوياتهم بعد.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمد عصام قفيني (25 عاما) بعد مداهمة منزله عند مدخل ضاحية ذنابة شرق طولكرم، وتخريب محتوياته، والأسير المحرر نمر مفيد المسكاوي (44 عاما) من منزله في عزبة الطياح شرق المدينة، ومحمد رائد عبده من منزله في الحي الجنوبي من المدينة.
وانتشرت دوريات الاحتلال في مختلف أحياء مدينة طولكرم وتحديدا الغربية والجنوبية، والشرقية المؤدية إلى مخيم طولكرم، وداهمت عددا من منازل المواطنين بعد تكسير أبوابها وتخريب محتوياتها وإخضاع سكانها للاستجواب.
وبمقتل الشبان الأربعة في طولكرم، ترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين في الضفة منذ صباح اليوم إلى سبعة.
ومنذ اندلاع حربه المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، ما أسفر عن مئات القتلى وآلاف المعتقلين، إلى جانب تدمير البنى التحتية في العديد من المناطق.
ويوميا؛ تشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها القدس، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين، بالتزامن مع اعتداءات متكررة للمستوطنين.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث إنه يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب معاناة جسيمة لهم.