تواصل السلطات الإسرائيلية عرقلة خروج المرضى الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث تعذّر اليوم سفر الدفعة الرابعة من الجرحى والمرضى الذين كان من المقرر نقلهم إلى خارج القطاع عبر معبر رفح لتلقي العلاج، وسط غياب أي توضيحات رسمية بشأن أسباب التأخير أو موعد جديد لخروجهم.
جاءت هذه العرقلة بعد أن فتحت السلطات المصرية معبر رفح في إطار اتفاق تم التوصل إليه قبل أسابيع، يسمح لعدد من المرضى والجرحى بالخروج من القطاع تدريجيًا لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية أو في دول أخرى. ورغم أن الدفعات الثلاث السابقة تمكنت من العبور بعد انتظار طويل وإجراءات معقدة، إلا أن الدفعة الرابعة لم تحصل على الموافقات الإسرائيلية اللازمة وهو أحر شروط السلطات المصرية، مما أدى إلى بقائها في غزة رغم أوضاعها الصحية المتدهورة.
أوضاع صحية كارثية في غزة
يتزامن هذا التأخير مع استمرار الانهيار الشامل للقطاع الصحي في غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى تدمير العديد من المرافق الصحية بفعل القصف المستمر. ومع غياب الموارد الطبية الكافية لعلاج الإصابات الخطيرة، يبقى السفر إلى الخارج الأمل الوحيد لمئات المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، وإصابات بالغة تتطلب تدخلاً جراحيًا عاجلًا.
ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، فإن هناك مئات الحالات التي تنتظر الخروج لتلقي العلاج، بينهم أطفال ومرضى بالسرطان يعانون من نقص العلاج الكيميائي، إضافة إلى مصابين بجروح خطيرة نتيجة القصف الأخير. وأكد الأطباء أن العديد من هؤلاء المرضى قد يواجهون مضاعفات صحية خطيرة، بل قد يفقدون حياتهم، في حال لم يتمكنوا من السفر في أسرع وقت ممكن.
إجراءات تعسفية تمس الحق في الحياة والعلاج
يعد منع المرضى الفلسطينيين من السفر للعلاج انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، حيث يكفل القانون الدولي، وخاصة اتفاقيات جنيف، حق المرضى والجرحى في الحصول على الرعاية الطبية دون قيود أو عراقيل. كما أن الإبقاء على المرضى داخل منطقة تشهد تدهورًا صحيًا كارثيًا هو عقاب جماعي، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
ورغم أن الاحتلال الإسرائيلي يتحكم في الآلية التي تحدد من يمكنه المغادرة من غزة، إلا أن قبول النظام المصري استخدامها لهذه السيطرة بشكل يؤدي إلى منع المحتاجين للرعاية الطبية من الوصول إلى المستشفيات يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، ويعرض حياة مئات المرضى للخطر.
ويتطلب الوضع الحالي ضرورة التدخل العاجل للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذا التعطيل التعسفي، والإفراج الفوري عن قوائم المرضى للسماح لهم بالمغادرة، خاصة أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى معاناة سكان غزة المحاصرين منذ سنوات.