يستهدف الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ347 على التوالي، كل شيء في القطاع، الحجر والشجر وكل حي يدب على الأرض، وكل إنسان، بغض النظر عن تخصصه أو مكانته الاجتماعية والعلمية.
وفي هذا السياق؛ أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، الثلاثاء، أن الاحتلال قتل 11 ألفاً من طلبة المدارس والجامعات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما أصيب 17 ألفا و772.
وتفيد المعطيات التي نشرتها الوزارة، بأن عدد القتلى من الطلبة في قطاع غزة بلغ أكثر من 10888، إضافة إلى 133 من الضفة الغربية. أما الجرحى، فبلغ عددهم 17224 في قطاع غزة، و548 في الضفة الغربية.
كما تبين المعطيات مقتل 529 معلما وإداريا بالمدارس والجامعات، وإصابة 3686 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتقال أكثر من 129 في الضفة، و429 في غزة.
ولفتت إلى أن 362 مدرسة حكومية وجامعة ومبنى تابعا للجامعات و65 مبنى تابعا لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى لتضرر 124 منها بشكل بالغ، و62 للتدمير الكامل، كما تعرضت 69 مدرسة و5 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب، وتم استخدام 133 مدرسة حكومية كمراكز للإيواء في قطاع غزة.
وأكدت وزارة التربية أن 718 ألف طالب في القطاع، ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة.
ومع انطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، تم تعليق الدراسة في مدارس وجامعات القطاع؛ حفاظاً على حياة الطلبة في ظل القصف الإسرائيلي العنيف والمكثف.
ويُعد قتل وجرح الاحتلال آلاف الطلبة الفلسطينيين انتهاكاً صارخاً لاتفاقية حقوق الطفل التي تضمن حمايتهم في زمن النزاعات. كما أن التدمير الممنهج للمدارس والمؤسسات التعليمية يشكل انتهاكاً للحق في التعليم كما هو مكفول في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ويمثل التأثير النفسي والاجتماعي لهذه الأفعال على الطلبة، تدميراً للصحة العقلية والرفاهية، مما يعكس حجم المأساة التي يعيشها جيل كامل، ويحتم على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل لوقف هذه الجرائم، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان حقوقهم في التعليم والصحة النفسية، بالإضافة إلى ضرورة محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة، وخصوصا أن هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وتستلزم المساءلة الدولية لضمان عدم الإفلات من العقاب.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.