واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ما أدى إلى مقتل 38 فلسطينيا، وإصابة 442 آخرين بجروح وبحالات اختناق في يوم واحد (الأربعاء).
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي، أن 35 فلسطينياً قُتلوا في قطاع غزة، إضافة إلى ثلاثة آخرين بالضفة الغربية، مشيرة إلى أن طواقمها تعاملت مع 442 إصابة، منها 168 بجروح مختلفة في قطاع غزة، و51 بالقدس المحتلة، والبقية بمناطق الضفة.
وبذلك ترتفع حصيلة القتلى منذ الإثنين، إلى 71 قتيلاً إضافة إلى أكثر من 1400 إصابة بجروح وحالات الاختناق، بالضفة وغزة والقدس، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
وشنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت منذ فجر الأربعاء سلسلة غارات هي الأعنف منذ بدء التصعيد مساء الإثنين، في أنحاء متفرقة من القطاع، استهدفت مقرات حكومية ومنازل وبنايات سكنية بينها بناية مكونة من 14 طابقا، وطرقات.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتدت على الفلسطينيين على مدخل مدينة رام الله (وسط) وباب الزاوية وسط الخليل (جنوب) وحوارة بمحافظة نابلس، وطولكرم، بالإضافة إلى مواجهات أخرى في مدينة أريحا (شرق)، وقلقيلية (شمال)، بيت لحم (جنوب).
وفي القدس المحتلة؛ اعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين وسط المدينة، كما هاجم مستوطنون إسرائيليون منازل فلسطينية في بلدة الطور (وسط)، حسب شهود عيان.
وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ بداية شهر رمضان المبارك، 13 أبريل/ نيسان الماضي، في القدس، وخاصة منطقة “باب العمود” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي “الشيخ جراح”، حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين إسرائيليين.
وكانت الأحداث قد بدأت باقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى صباح الاثنين، مستخدمة الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، كما شهدت مناطق متفرقة من مدينة القدس مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال.
وأعادت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المسجد الأقصى بعد صلاة التراويح مساء الاثنين، واعتدت على المصلين بالقنابل الصوتية والمسيلة للدموع والرصاص المعدني.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح” ومحيط المسجد الأقصى.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد نددت الجمعة، باقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان، لافتة إلى أنها أيام يتوجه فيها المصلون الى المسجد الأقصى للاعتكاف والصلاة.
وقالت المنظمة في بيان، إن الاقتحام الهمجي وإطلاق الرصاص واصابة المئات يأتي قبل يومين من دعوات من قبل جماعات دينية لاقتحام المسجد الأقصى في الثامن والعشرين من شهر رمضان الجاري، “لإخافة الناس من الإقبال على المسجد الأقصى وتركه فارغا للمقتحمين”.
وشددت المنظمة على أن “اقتحام المسجد الأقصى لا يتم إلا بقرار من أعلى مستوى سياسي في حكومة الاحتلال، وهذا ينذر بأن هذا الاقتحام له ما بعده ويظهر نوايا رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو المأزوم في تسعير حرب دينية في المنطقة”.
وأشارت المنظمة إلى أن “هذه الاعتداءات المتكررة تبرز مدى تورط الذين تهافتوا للتطبيع مع الاحتلال، وعقد صفقات للاستثمار في المستوطنات، ودعم مشاريعه الاستيطانية في هذه الجرائم التي يرتكبها المستوطنون وقوات الاحتلال بحق المسجد الأقصى والمصلين”.