تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارسة سياسة التهويد في فلسطين، من خلال هدم منازل المدنيين، وتهجيرهم عن مساكنهم وأراضيهم بالقوة.
وفي هذا الإطار؛ هدمت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء، قرية العراقيب العربية، الواقعة في منطقة النقب (جنوب) للمرة الـ211 على التوالي، على الرغم من أجواء البرد القارس التي تخيم على المنطقة.
وأقدمت قوات الاحتلال على تدمير بيوت القرية المكونة من خيام، وشردت عائلات غالبية أفرادها من الأطفال والنساء، وتركتهم دون مأوى، رغم أجواء الحر الشديدة التي تشهدها منطقة النقب ذات الطبيعة الصحراوية.
وقامت قوات الاحتلال بإخراج الأهالي عنوة، وسحب خيامهم بواسطة مركبات تابعة لها.
وهذه المرة الـ15 التي تهدم فيها السلطات خيام العراقيب، على التوالي منذ مطلع العام 2022، بعد أن هدمتها 14 مرة في العام الماضي 2021.
ومنازل “العراقيب” مبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح، وتقطنها 22 عائلة.
وفي كل مرة تقوم به سلطات الاحتلال بهدم قرية العراقيب، يعيد الأهالي نصبها من جديد من أخشاب وغطاء من النايلون؛ لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصديًا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
وهدمت السلطات الإسرائيلية القرية للمرة الأولى، في يوليو/تموز 2010، ومنذ ذلك الحين تعود لهدمها في كل مرة يقوم السكان بإعادة بنائها.
وكان آخر هدم للقرية من قبل السلطات الإسرائيلية قبل هذا الهدم الأخير؛ في 17 شباط/فبراير الماضي للمرة الثامنة، في ظل تفشي كورونا.
وتصر حكومة الاحتلال الإسرائيلي على عدم الاعتراف بقرية العراقيب، في الوقت الذي يؤكد سكانها على البقاء في أرضهم رغم الهدم المتكرر لها.
وأقيمت قرية العراقيب للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني على أراضٍ اشتراها السكان.
وتعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على طرد سكان القرية، بهدف السيطرة على أراضيهم، كما تفعل مع عشرات القرى الأخرى في منطقة النقب، حيث لا تعترف بها، وترفض تقديم أية خدمات لها.
وتشكل سياسة هدم المنازل الفلسطينية منهجية إسرائيلية قديمة منذ نشأة دولة الاحتلال عام 1948، فقد دمرت السلطات الإسرائيلية منذ النكبة أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية.