تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارسة سياسة التهويد في فلسطين، عبر هدم منازل المدنيين، وتهجيرهم عن مساكنهم وأراضيهم بالقوة.
وفي هذا السياق؛ هدمت السلطات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، قرية العراقيب العربية، الواقعة في منطقة النقب (جنوب) للمرة الـ224 على التوالي، رغم معاناة الأهالي من الارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
واقتحمت قوات الشرطة القرية لتوفير الحراسة للجرافات الإسرائيلية التي أقدمت على هدم منازل وخيام البلدة التي تم هدمها للمرة الثانية منذ مطلع العام 2024.
وقامت قوات الاحتلال بإخراج الأهالي عنوة، وسحب خيامهم بواسطة مركبات تابعة لها.
وفي كل مرة تقوم به سلطات الاحتلال بهدم قرية العراقيب؛ يعيد الأهالي نصبها من جديد من أخشاب وغطاء من النايلون؛ لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصديًا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
وهدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي القرية للمرة الأولى، في يوليو/تموز 2010، ومنذ ذلك الحين تعود لهدمها في كل مرة يقوم السكان بإعادة بنائها.
وتبقى في العراقيب 22 عائلة، عدد أفرادها نحو 86 نسمة، يقطنون منازل مبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح، ويعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية. وتمكن سكان القرية في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ من إثبات حقهم بملكية 1250 دونما من أصل آلاف الدونمات من الأرض.
وتصر حكومة الاحتلال الإسرائيلي على عدم الاعتراف بقرية العراقيب، في الوقت الذي يؤكد سكانها على البقاء في أرضهم رغم الهدم المتكرر لها.
وأقيمت قرية العراقيب للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني على أراضٍ اشتراها السكان.
وتعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على طرد سكان القرية، بهدف السيطرة على أراضيهم، كما تفعل مع عشرات القرى الأخرى في منطقة النقب، حيث لا تعترف بها، وترفض تقديم أية خدمات لها.