منذ بدء عدوانها على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي؛ صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من استهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، في محاولة لمنع نقل الحقيقة التي تظهر إجرام الاحتلال بحق المدنيين العزل.
وفي هذا السياق؛ أعلنت قناة الجزيرة القطرية، اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفي سامر أبو دقة، مصور القناة في غزة، خلال تغطيته قصف الاحتلال على مدرسة فرحانة في خان يونس بقطاع غزة.
واستشهد الزميل سامر بعد ساعات من إصابته حيث ظل ملقى على الأرض ومحاصرا في محيط مدرسة فرحانة منذ عصر الجمعة، حيث لم تتمكن سيارة الإسعاف من الوصول إليه بعد إصابته بسبب محاصرة قوات الاحتلال للمنطقة.
وفي وقت سابق؛ أصيب الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة، وسامر أبو دقة مصور القناة، بشظايا جراء قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الدحدوح أصيب في يده وكتفه وبطنه بشظايا صاروخ من طائرة استطلاع جراء استهداف جيش الاحتلال محيط المدرسة وسط خان يونس.
ونُقل الدحدوح بسيارة إسعاف إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، لتلقي الإسعافات الأولية. وقال وهو على فراش المستشفى إن إصابة سامر أبو دقة “أعنف”.
وذكر المراسل أن سيارات الإسعاف لم تتمكن بعد من نقل المصور أبو دقة بسبب حصار الآليات العسكرية الإسرائيلية للمنطقة المستهدفة بالقصف الجوي.
وأكد مراسلون لقناة الجزيرة في فلسطين، أن طائرات الاحتلال تعمدت اغتيال أبو دقة، حيث أصيب في قصف أولي، وأثناء نقله من قبل عدد من أفراد الدفاع المدني الفلسطيني إلى المستشفى؛ تم قصفهم جميعا مرة أخرى، ليقتل ثلاثة من أفراد الدفاع المدني، وينقل أبو دقة إلى المستشفى حيث قضى هناك.
من جهة أخرى؛ اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مصور وكالة الأناضول مصطفى الخاروف، بالضرب المبرح، أثناء تأديته واجبه شرق القدس المحتلة، وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ووقع الاعتداء خلال تجمع فلسطينيين لأداء الصلاة بمنطقة وادي الجوز بالقدس، بسبب القيود الإسرائيلية على الصلاة في المسجد الأقصى منذ 10 أسابيع، عقب اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشهرت قوات الاحتلال السلاح أولاً في وجه المصور الصحفي مصطفى الخاروف، ثم طرحوه أرضا وشرعوا بركله.
وأصيب المصور بكدمات وجروح في وجهه وجسمه جراء الضربات القوية التي تعرض لها، ما استدعى نقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى المقاصد شرق القدس.
كما اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي على المصور الفلسطيني فايز أبو رميلة، الذي كان يقف بجوار مصور الأناضول.
ومنذ بدء حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر، قُتل 90 صحفيا في قصف طائرات الاحتلال الحربية.
وعلى مدى 70 يوما منذ 7 أكتوبر؛ شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 18608 قتلى فلسطينيين، إضافة إلى إصابة 50594 مواطناً، عدا عن أعداد كبيرة ما زالت تحت ركام المنازل التي هدمها قصف طائرات الاحتلال.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، حيث إنه يعرّض حياة المدنيين، بمن فيهم الصحفيون والإعلاميون، للخطر الشديد، ويسبب معاناة جسيمة لهم.
وتستوجب جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لملاحقة منظومة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبتها على هذه الجرائم.
.