يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر تصعيد عسكري وحشي يستهدف المدنيين العزل ويدمر البنية التحتية، في انتهاك واضح لكل المواثيق الدولية.
وأسفرت غارات الاحتلال، فجر وصباح الأحد، عن مقتل 16 فلسطينياً وإصابة آخرين، ضمن سياسة منهجية تهدف إلى القضاء على الوجود الفلسطيني في القطاع المحاصر.
وتركّزت الغارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث قتل ثلاثة فلسطينيين في قصف استهدف حي الشجاعية شرقي المدينة، فيما أصيب آخرون برصاص طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز “كواد كوبتر”.
كما أسفر قصف جوي عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في منزل قرب مدرسة عين جالوت بحي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
وامتد القصف المدفعي ليطال مناطق شرق غزة والسودانية والكرامة شمال غرب المدينة، في سياق عمليات التدمير الشامل الذي يمارسه الاحتلال بهدف تفريغ القطاع من سكانه وتحويله إلى منطقة غير صالحة للحياة.
وفي جنوب القطاع، قتل ثمانية فلسطينيين إثر استهداف منزل في الحي الياباني بمدينة خان يونس، فيما قتل شخص آخر في قصف استهدف مجموعة من المدنيين في منطقة قيزان رشوان.
كما استهدفت غارة جوية خيمة للنازحين في المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة آخرين، ضمن سلسلة جرائم ترمي إلى إلغاء أي ملاذ آمن للمدنيين.
كما قتل فلسطيني وأصيب أربعة آخرون في قصف مدفعي طال بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، حيث لم تسلم المناطق السكنية من الاستهداف المنهجي الذي يسعى إلى فرض الموت والدمار على كل بقعة في القطاع.
وفي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، كثّف الاحتلال الإسرائيلي هجماته الجوية والمدفعية طوال ساعات الليل، مترافقة مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المتوغلة في شمال وشرق وغرب المدينة. وتواصلت عمليات تفجير المباني السكنية، في سياسة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين بلا مأوى، ما يرسخ الطابع الإبادي لهذا العدوان.
وتمثل حرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي خرقاً صارخاً لكل القوانين والاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية التي تعرّف الإبادة بأنها أفعال تستهدف تدمير جماعة بشرية بشكل كلي أو جزئي.
ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، أودت هذه الحرب بحياة أكثر من 165 ألف فلسطيني، وخلّفت مئات الآلاف من الجرحى والمفقودين، فيما ينهار النظام الصحي والإغاثي بالكامل بسبب الحصار وإغلاق المعابر.
إن القصف العشوائي، والهدم الممنهج للمنازل، واستهداف الملاجئ والمشافي، وحصار المدنيين وحرمانهم من المساعدات الأساسية، كلها تمثل أركاناً واضحة لجريمة إبادة جماعية تتم تحت مرأى العالم وبدعم أمريكي مطلق، ما يستوجب فتح تحقيق دولي مستقل في جرائم الإبادة التي تُرتكب في غزة، مع التأكيد على ضرورة ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية بتهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.