يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ38 على التوالي، قصف منازل المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، وارتكاب المجازر البشعة بحقهم.
وقُتل عشرات المواطنين الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، منذ فجر اليوم الإثنين، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، في قصف إسرائيلي متواصل على مناطق متفرقة في قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، فيما لا يزال الآلاف عالقين في المستشفيات والمرافق الصحية، وآخرون باتوا في الشوارع بلا رعاية طبية في العديد من المناطق.
وقصفت طائرات الاحتلال أحياءً في المناطق الغربية من مدينة غزة، وهي: الرمال، وأحياء الرمال وتل الهوا، والتفاح، ومنطقة الشيخ عجلين، ومخيم الشاطئ، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، دون أن يتسنى لمركبات الإسعاف الوصول إلى الأماكن المستهدفة، بسبب محاصرة دبابات الاحتلال للأحياء والمناطق.
ولم تتمكن مركبات الاسعاف من الوصول إلى عشرات القتلى والجرحى الذين ارتقوا في قصف إسرائيلي استهدف أحياء الصبرة، والدرج، والزيتون، شرق مدينة غزة.
وقتل أيضا 8 مواطنين، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة بركة في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الأغا قرب مسجد الأمين في السطر الغربي بخان يونس، ما أدى إلى وقوع إصابات كحصيلة أولية.
فيما يواصل طيران الاحتلال الحربي غاراته وقصفه في محيط المستشفيات، حيث دمر بالكامل مبنى قسم القلب في مجمع الشفاء الطبي، ولا يزال عشرات آلاف النازحين والجرحى والمرضى عالقين، بعد حصاره لليوم الرابع على التوالي، وسط انقطاع كامل للكهرباء، والماء، والطعام.
فحسب وزارة الصحة؛ قُتل 17 مريضاً داخل مجمع الشفاء الطبي حتى الآن، بسبب انقطاع الكهرباء والمستهلكات الطبية، بينهم طفلان من حديثي الولادة.
كما تُرك جميع مرضى الأورام وعددهم 3 آلاف مريض كانوا يتعالجون في مستشفيي الرنتيسي والتركي الآن للموت، بعد طرد الاحتلال لهم من المستشفيات، في ظل تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية حقيقية، بفعل غياب الخدمات الأساسية.
ووجّه المحاصرون داخل مجمع الشفاء نداء استغاثة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والمنظمات الدولية، بضرورة توفير الحليب لأطفالهم الرضع، والحفاظات، كونهم يعانون الافتقار إلى أدنى مقومات الحياة، وعدم قدرتهم على توفير المستلزمات الأساسية.
كما يتهدد خطر آخر حياة المرضى وينذر بحدوث كارثة صحية، وهي عدم استطاعة الطواقم الطبية دفن 100 قتيل بدأت جثامينهم بالتحلل في ساحة المستشفى، وأن كلاباً ضالة نهشت بعضهم، وفق إفادات الكادر الطبي الموجود هناك، إضافة إلى المخلفات الطبية المتكدسة داخل الأقسام.
من جهتها؛ أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل، يوم أمس، بسبب نفاد الوقود، وانقطاع التيار الكهربائي. وتتمركز دبابات الاحتلال الآن في محيط المستشفى من جميع الجهات، وسماع أصوات قصف متواصلة أثناء الاستعداد لإخلائه، بمن فيه من مرضى، وجرحى، ومرافقيهم والكوادر الطبية.
وتوقفت 23 مستشفى من أصل 35 عن العمل بشكل كامل، ولا تزال قوات الاحتلال تحاصر العديد من المستشفيات، وتمنع الدخول إليها أو الخروج منها للطواقم الطبية والمسعفين والمرضى.
كما دمر طيران الاحتلال الحربي مصنعا للبلوك (الحجارة)، وقصف مقبرة بني سهيلا المجاورة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتعرض قطاع غزة لعدوان متواصل برا وبحرا وجوا، ما أدى إلى مقتل 11180 مواطنا، بينهم 4609 أطفال، و3100 امرأة، إضافة إلى إصابة 28200 مواطن، أغلبيتهم من النساء والأطفال، عدا عن أعداد كبيرة ما زالت تحت ركام المنازل التي هدمها قصف طائرات الاحتلال.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.