تتواصل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ45، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، ونزوح مئات الآلاف عن المساكن التي سويت بالأرض شمال القطاع.
وقُتل عشرات المواطنين الفلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، والممتلكات العامة والخاصة، في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وبعد حصار مستشفى الشفاء جنوب مدينة غزة وإخراجه عن الخدمة بالكامل؛ حاصرت قوات الاحتلال فجرا المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، واستهدفته بالقصف المدفعي، ما أدى إلى مقتل 12 جريحا ممن يتلقون العلاج داخله، وأصيب إثنان من الكوادر الطبية بجروح.
واستهدفت مدفعية الاحتلال الطابق الثاني من المستشفى الإندونيسي، وهو الوحيد الذي يستقبل جرحى عدوان الاحتلال على شمال قطاع غزة.
ويضم المستشفى الإندونيسي آلاف النازحين، ونحو 700 ما بين كوادر طبية وجرحة ومرافقيهم، وهناك تخوف من ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة في المستشفى على غرار ما حصل في مجمع الشفاء الطبي.
وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى، عبر عشرات الآليات العسكرية الثقيلة والمدفعيات، في محيط أقل من كيلو متر واحد فقط، إضافة إلى انتشار القناصة على أسطح المباني القريبة من المستشفى، الأمر الذي يحول دون وصول مركبات الإسعاف إليه لنقل الجرحى باعتباره المستشفى الوحيد الذي يعمل بشكل جزئي في شمال القطاع.
كما قتل 15 مواطنا بينهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات خلال قصف طائرات الاحتلال الحربية، منزلين لعائلتي ضهير وأبو شلوف على رؤوس من فيهما، قرب مستشفى أبو يوسف النجار، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وشن طيران الاحتلال الحربي، الليلة، سلسلة غارات مكثفة في شمال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية بعشرات الصواريخ محيط مدينة حمد السكنية شمال غرب خان يونس، ما أدى إلى مقتل عشرات المواطنين أغلبهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين، إضافة إلى غارة على بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
وفي مدينة غزة، قتل عدد من المواطنين وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مدرسة الزيتون في منطقة عسقولة، و10 منازل في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، إضافة إلى قصف آخر في حي الصبرة، فيما أن عشرات المواطنين ما زالوا تحت الركام في ظل الأوضاع الجوية الماطرة وصعوبة وصول طواقم الدفاع المدني والإسعاف إليهم.
وتعرضت 3 منازل في حي الرمال بمدينة غزة لغارات إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل العشرات، والعديد من الجرحى.
كما قصفت مدفعية الاحتلال، فجرا، مدرسة الكويت، القريبة من المستشفى الإندونيسي، شمال قطاع غزة.
وأطلقت مدفعية الاحتلال ودباباته التي تحاصر المستشفى الإندونيسي وتقصف محيطه منذ ساعات الليل الأولى، عدة قذائف بشكل مباشر صوب مدرسة الكويت، التي تؤوي عددا من النازحين.
ولم تتم معرفة عدد القتلى والإصابات، والأضرار التي سببها القصف الهمجي الإسرائيلي على المدرسة، بسبب انقطاع الاتصالات في شمال القطاع، كذلك عدم تمكن مربكات الإسعاف من الوصول إلى المكان بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على المستشفى الإندونيسي ومحيطه، فيما أن الأنباء الأولية تتحدث عن عشرات القتلى والإصابات في القصف.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد ارتكبت يوم السبت الماضي، مجزرتين في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في مخيم جباليا شمال غزة، أدتا إلى مقتل وإصابة مئات الأطفال والنساء.
ولم تتوقف مجازر الاحتلال في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فقد كانت المدارس والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والمساجد والممتلكات العامة والخاصة ضمن بؤرة الاستهداف الإسرائيلي.
ومنذ 45 يوما؛ يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.
ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.