منع الاحتلال الإسرائيلي وصول أكثر من نصف المساعدات الأممية إلى شمال قطاع غزة خلال شهر يونيو/حزيران المنصرم.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي، أن النازحين في غزة يعانون من نقص كبير في مواد الإيواء أو الإمدادات الحيوية.
ونوه إلى أن توزيع المساعدات الإنسانية عبر بوابة كرم أبو سالم الحدودية يكاد يكون مستحيلاً بسبب المشاكل الأمنية ونقص الوقود.
ولفت إلى أن الذخائر غير المنفجرة في غزة تشكل خطرا كبيرا، وخاصة على الأطفال، مشيرا إلى مقتل طفلة في الـ9 من عمرها في خان يونس السبت الماضي بسبب هذه الذخائر.
وأكد أن الاحتلال منع وصول أكثر من نصف المساعدات المخطط لها إلى شمال غزة والبالغ عددها 115 مهمة خلال يونيو.
من جهته؛ أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بنقل بعض المساعدات من الرصيف الأمريكي العائم في غزة إلى مستودعاته بسبب توقفه عن الخدمة مرة أخرى، بعد تفكيك الرصيف بذريعة ارتفاع أمواج البحر وسوء الطقس.
ويعيش سكان قطاع غزة حياة بائسة للغاية، ويحتاجون إلى كل شيء، وفق لويز ووتردج مسؤولة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي استهجنت تقييد إدخال المساعدات إلى القطاع.
وقالت ووتردج إنه “عندما تصل كمية قليلة جدًا من المساعدات، سيكون هناك بالطبع اندفاع كبير من السكان للحصول عليها”.
وأضافت أن “الفلسطينيين بغزة ينتظرون وصول المساعدات”، معتبرة أن “سكان غزة يعيشون حياة وأوقاتا بائسة للغاية، ويحتاجون إلى كل شيء”.
وتابعت: “الحل الوحيد تقديم المزيد من المساعدات لأهالي غزة”.
ويعاني سكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات، نتيجة استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمعابر الحدودية وعدم دخول الشاحنات إلى الشمال، ما يعيد “شبح المجاعة” إلى الواجهة من جديد.
وفي 7 مايو/أيار الجاري؛ احتلت قوات الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي ما أدى إلى توقف تدفق المساعدات إلى القطاع وسفر الجرحى والمرضى إلى الخارج لتلقي العلاج، وفاقم من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، تحديدا في الشمال، بعد أن استنزف المواطنون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات.
وحذر مسؤولو إغاثة وخبراء صحة، من “مجاعة في قطاع غزة خلال مايو/أيار الجاري، ما لم يرفع الاحتلال الإسرائيلي القيود عن المساعدات، ويتوقف العدوان، وتعود الخدمات الحيوية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا من أن الكثيرين من سكان القطاع يتعرضون إلى “مستوى كارثي من الجوع وظروف شبيهة بالمجاعة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الحق في الغذاء مكفول بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما يتطلب من المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية العمل معًا لتوفير المساعدات الغذائية الضرورية لأهالي غزة.