قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الراهنة في شمالي قطاع غزة تحاصر ما لا يقل عن 400 ألف فلسطيني وتهدد تنفيذ المرحلة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال.
والأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في مناطق بشمال قطاع غزة، لا سيما بلدة ومخيم جباليا، ضمن حرب الإبادة التي يشنها منذ 7 أكتوبر 2023.
وقال لازاريني في منشور عبر منصة “إكس” الأربعاء: “يوجد ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرين في المنطقة” شمالي قطاع غزة.
وأضاف أن “أوامر الإخلاء الأخيرة من السلطات الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مرارا وتكرارا، وخاصة من مخيم جباليا”.
والاثنين، أنذر جيش الاحتلال مجددا الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في بلدة ومخيم جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع، والتوجه جنوبا عبر “ممر آمن” مزعوم، فيما حذرت وزارة الداخلية في غزة المواطنين من الاستجابة له، معتبرة ما يحدث “خداعا وكذبا”.
وأردف لازاريني: “الكثيرون يرفضون (الإخلاء) لأنهم يعرفون جيدا أنه لا مكان آمن في غزة”.
ومرارا أنذر جيش الاحتلال فلسطينيين بإخلاء مساكنهم والتوجه عبر ممرات محددة إلى ما زعم أنها “مناطق آمنة”، لكن كثيرين منهم تعرضوا لقصف إسرائيلي في الطريق، أو في تلك المناطق، ما أودى بحياة الآلاف وأصاب آخرين.
وأضاف لازاريني أن “الملاجئ تُجبر على الإغلاق والخدمات تتوقف، وبعضها لأول مرة منذ بدء الحرب.. ومع عدم توفر أي إمدادات أساسية تقريبا، ينتشر الجوع ويتعمق مرة أخرى”.
وأكد لازاريني أن “العملية العسكرية (الإسرائيلية) الراهنة تهدد تنفيذ المرحلة الثانية من حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال”.
وشدد على أن “الأطفال هم أول وأكثر من يعانون”، بينما “يستحقون (التوصل إلى) وقف إطلاق النار”.
وانتهت المرحلة الأولى من التطعيم ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة في 4 سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عبر إكس: “نحو 400 ألف شخص في غزة يتعرضون للضغط مرة أخرى للانتقال جنوبا إلى منطقة مكتظة بالسكان وملوثة وتفتقر إلى أساسيات الحياة”.
وأكد أن “إصدار (جيش الاحتلال) الأوامر للمدنيين بالإخلاء لا يضمن سلامتهم إذا لم يكن لديهم مكان آمن يذهبون إليه، ولا مأوى أو طعام أو دواء”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كارثي، جراء القصف المتواصل والحصار المشدد الذي يمنع وصول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء وأدوية وكهرباء.